- توسعت اهتمامات المتاحف لتشمل مجالات متنوعة مثل الأزياء والطبخ والعلوم، لكنها لا تزال بعيدة عن العملية التعليمية والمجتمعية، رغم الاحتفال بـ"يوم المتاحف العالمي" لتعزيز الوعي بأهميتها.
- شهدت دول مثل تونس والجزائر ومصر وقطر ولبنان فعاليات متنوعة لتعزيز دور المتاحف، مثل فتح المتاحف مجاناً وتنظيم ورش عمل وندوات حول التراث والرقمنة.
ولم يعد ينحصر دور المتاحف بتوثيق الفن والحضارات والأحداث التاريخية، بل تنوّعت اهتماماته لتشمل كافّة التعبيرات الإنسانية في مجالات الأزياء والطبخ والسيارات والعلوم والرياضة والتاريخ العسكري والزراعي والصناعي وغيره.
وفي الوقت الذي تدعو فيه المتاحف العربية الزوار، والأطفال منهم خاصة، إلى ارتيادها ضمن الاحتفاليات التي تنظّم في "يوم المتاحف العالمي" الذي يصادف الثامن عشر من أيار/ مايو من كلّ عام، فإنها تبدو شبه غائبة عن العملية التعليمية طوال أيام السنة، ولم تستطع أن تتواصل بصورة وثيقة مع المجتمع والمدرسة لتساهم في تشكيل هوية معبّرة عنهما.
تحمل احتفالية هذا العام شعار "تواصل مكثف: مقاربات جديدة، جمهور جديد"، وهو تقليد اتبعه "المجلس العالمي للمتاحف" (ICOM) عام 1992، وكانت "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونسكو) قرّرت عام 1977 تخصيص يوم لـ"زيادة الوعي بأهمية المتاحف في تنمية المجتمع، وأن تتخطّى التظاهرة الحدود الجغرافية والحواجز"، بحسب بيان المنظّمة.
قد يرى البعض أن تخصيص يومٍ للشعر والموسيقى والمسرح وغيرها من قبل المنظّمات الدولية أصبح مجرّد احتفاء مناسباتي لا تجد اهتماماً حقيقياً بها طيلة العام، لكن ذلك لا يعفينا من ضرورة مراجعة مفهوم الثقافة وأدوارها في ظلّ كلّ هذه التراجع عربياً وعلى جميع المستويات.
في تونس، أُعلن عن فتح جميع المتاحف الوطني مجاناً، ضمن تظاهرة شهر التراث التي انطلقت في الثامن عشر من الشهر الماضي وتنتهي مع يوم المتاحف، وهو التقليد ذاته المتبع في الجزائر حيث تنظّم عروض موسيقية وفعاليات الفنون الشعبية ومعارض للصناعات التقليدية وورشات الحرف وندوات تتمحور حول التراث المادي واللامادي.
أما مصر، فاستضاف "متحف المنيل" أول أمس ندوة بعنوان "استراتيجيات دولية جديدة في تدبير المقتنيات الأثرية"، وينظّم "متحف المخطوطات" في "مكتبة الإسكندرية"، يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين محاضرات تعريفية وجولات إرشادية للأطفال تحت عنوان "المتاحف في عصر الرقمنة".
وعلى مدار يومين، أقامت "متاحف مشيرب" في الدوحة ورشة عمل بمشاركة طلاب وأكاديميين وناشطين ثقافيين، ناقشوا أفكاراً وبرامج عملية من من خلال تقديم أمثلة ونماذج من مختلف أرجاء العالم. وفي لبنان اعلنت وزارة الثقافة تنظيم سلسلة نشاطات في قلعة طرابلس وموقع الفريز في صيدا ومدينة بعلبك، واستقبال المواطنين مجاناً في جميع المواقع الأثرية والتراثية والمتاحف التابعة للوزارة أمس الخميس.