يعقوب روفائيل صنوع أو جيمس سانووا أو موليير مصر، يعد اليوم أحد رواد المسرح المصري والصحافة الساخرة، عاش ما بين 1839 و1912، وظلت سيرته بلا توثيق، لكن كتاباً بعنوان "يعقوب صنوع رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" صدر مؤخراً عن الهيئة العامة للكتاب في القاهرة للباحثة الأكاديمية نجوى عانوس استقصت فيه وثائق وشهادات وأخبار صنوع، وهو الكتاب الأول الذي يتوخى التوثيق لحياة صنوع ومسرحياته أيضاً ودورها فعلاً في التأسيس كما يتردد.
عادت الباحثة أيضاً إلى المجلات والدوريات التي كتبت فيها مقالات نقدية حوله، وبحسب مقدمتها فقد استعانت بالمنهج الإبستمولوجي لتدرس فن صنوع، فدرست دوريات نشرت ما بين 1870 و1872، وتضم "وادي النيل"، و"الجوائب"، و"إيجيبت".
كذلك بحثت عانوس في رحلات المسرحي إلى باريس عام 1977، واستندت في توثيق تجاربه في هذه الرحلات بمذكراته التي سافرت إلى باريس للحصول عليها من حفيدته، وهي مذكرات كان يدونها بالفرنسية، وعنونها "حياتي شعراً ومسرحي نثراً".
سافرت الباحثة أيضاً في رحلتها لتتبع صنوع إلى بيروت للقاء المؤرخ المسرحي محمد يوسف نجم من أجل الوقوف على الكثير من أسرار صنوع ومسرحه، كذلك سافرت إلى تركيا لزيارة مكتبة أتاتورك حيث راجعت صحيفة "الجوائب" التي أنشأها أحمد فارس الشدياق.
يأتي الكتاب في جزئين؛ الأول يتناول مكونات عالم صنوع الفكري وأثره في مؤلفاته، ودوره في تأسيس المسرح المصري، وترى أنه كتب جنساً أدبياً جديداً لم يعرفه الفن المسرحي من قبل هو "المسرحيات الصحافية المصورة" التي سماها "اللعبات التياترية"، ونشرها في صحيفته "أبو نضارة"، ورسم من خلالها تاريخ مصر بصور ساخرة كاريكاتورية قسمها إلى ثلاثة أنواع: الأول "المسرحيات الصحافية"، أما الثاني فظهر في صورة "دراما صحافية"، والثالث "محاورات ونوادر كتبها أولاد مصر".
كانت كل مسرحيات صنوع تنتهي نهايات ثورية، بحسب الكاتبة، ولم تخلُ من السخرية من رجالات القصر، وأدى ذلك إلى إغلاق مسرحه. وقد ذكر هو نفسه أن السبب هو دعوته إلى "أنه لا ينبغي على حضرات ذوات مصر أن يعاملوا الفلاحين بقسوة، وأن يسعوا في حرية وتقدم المصريين". وذكرت عانوس ما جاء في مجلة "أبو نظارة" حيث قال في العدد الأول في عام 1880 "فلما أنشأت التياترو العربي، الناظر المكَّار علي باشا مبارك، مني غار، خصوصاً عندما أمره أفندينا يزيدني المهية، حالاً أمر برفتي من المدارس الملكية".
حققت الكاتبة ثلاثين نصاً مسرحياً، وحللت مسرحيات "سلطان الكنوز"، و"عصبة الأنجال على الوزير الدجال"، و"الجهادي" و"ستي وحيدة أم نضارة بيضا" و"يلا بينا على السودان"، وخصصت فصلاً بعنوان "مسرحيات مجهولة لجيمس سانووا".