وهران و"ألعاب المتوسّط": الثقافة كممارَسة موسمية

18 يونيو 2022
مشهد لمدينة وهران الجزائرية، 2015
+ الخط -

كثيرةٌ هي المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنّية التي يُنتظَر أن تحتضنها مدينة وهران، غرب الجزائر، بالتزامُن مع احتضانها فعاليات الدورة التاسعة عشرة من "ألعاب البحر الأبيض المتوسّط" بين الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو الجاري والسادس من تمّوز/ يوليو المقبل.

من ذلك "المعرض الوطني للكتاب"، و"أيام مسرح الشارع" و"أيام المسرح المتوسّطي"، و"المهرجان المحلّي للأغنية الوهرانية"، إضافةً إلى "المهرجان الدولي للرقص الشعبي" و"المهرجان الوطني لأغنية الراي" اللذين جرت العادة أن يُقاما في مدينة سيدي بلعبّاس، قبل أن يتقرّر نقلهما إلى وهران استثناءً هذه السنة.

تبدو هذه الوفرةُ في النشاطات الثقافية إيجابية في جانب منها؛ إذْ مِن شأنها تحريك المشهدِ الثقافيّ في مدينةٍ هي الأكبر في الجزائر بعد العاصمة، لكنّها تفتقر - كغيرها مِن المُدن الجزائرية - إلى الانتظام والاستمرارية في الأنشطة الثقافية، خصوصاً بعد غياب مهرجانها السينمائي الذي انطلق في 2007 وتوقَّف في 2019، مِن دون أن تَظهر، إلى الآن، أيّة مؤشّرات لإعادة بعثه من جديد.

أحدُ الأوجُه الإيجابية أيضاً لهذا الاهتمام بالجانب الثقافي هو نفضُ الغبار عن بعض المنشآت الثقافية التاريخية في المدينة؛ ومن ذلك دار الثقافة، وهي مبنىً تاريخي شُيّد في ثلاثينيات القرن الماضي، التي أُعيد افتتاحها مؤخّراً بعد استفادتها مِن ترميم استمرّ سنوات طوالاً.

غير أنّنا إذا نظرنا مِن جانب آخر إلى هذه الوفرة، سنُدرك سريعاً أنّ الأمرَ لا يتعلّق بعملية مستدامة، بل باهتمام مُفاجئ أملته التظاهُرة الرياضية نفسُها، وهذا يُذكّرنا بالمدن التي احتضنت تظاهُرات ثقافية كبيرة في السنوات الماضية، مثل تلمسان (عاصمة الثقافة الإسلامية في 2011)، وقسنطينة (عاصمة الثقافة العربية في 2015)؛ حيثُ انتهى كلُّ شيء بمجرّد انقضاء تلك التظاهُرات، وعادت تلك المُدن إلى سابق عهدها مِن غياب للاهتمام بالثقافة إلّا في ما ندر.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون