وقفة مع نيروز مالك

13 أكتوبر 2022
نيروز مالك
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها الإبداعية وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته مع قرّائها. "أريد أن ألتقي جدّي لأخبره بأنه خدعني يوم كنت طفلاً. لأقول له: أخطأتَ عندما قلتَ لي إن أولادي لن يعرفوا الحروب، وإنهم سيعيشون في عالم قائم على السلام وخالٍ من الصراعات"، يقول الروائي السوري لـ"العربي الجديد".
 

■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
أمران: الحرب، وروايتي التي أكتبها الآن. الحرب بصفتها حدثاً مأساوياً وفِعلاً غير أخلاقي. ففي زمنها تكون هي سيّدة الموقف، ويقع آلاف الضحايا من المدنيين، وتُخَرَّب مدنٌ وتُهدَم معالم حضارة، ويتحوّل فيها الإنسان إلى وحش يدمّر كلّ شيء يصادفه من دون أن يشعر بالذنب وتأنيب الضمير. أمّا الأمر الثاني، فهو روايتي المعنونة "وطوى الكتابَ على سورة القصص"، وموضوعها الحديث عن الظروف التي أدّت بحلم الحداثة إلى واقع مغاير، واقع احتلّ البلاد وأسبغ عليها ثوب الإرهاب والتكفير والتعصّب الديني، ودفع البلاد للسير إلى الهاوية.

■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
رواية بعنوان "نصف قرن"، وهي تتحدّث عن تحوّلات خمسة عقود موزّعة بين العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي وعقدين من القرن الحالي. وهي سيرة جيل السبعينيات الذي انطفأت كلّ أحلامه وآماله في الوصول إلى عصر الحداثة.

■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
حاولت خلال مجموعاتي القصصية ورواياتي أن أقدّم رؤيتي حول الناس في العالم، بصورة عامّة، وبصورة خاصّة في بلادي. لا أستطيع أن أحكم على إنتاجي من دون الاستناد إلى ما كتبه حوله النقّاد العرب. لكنّني أستطيع أن أقول، إلى حدٍّ ما، نعم. وأنا أحاول أن أكتب روايتي التي بين يديّ بصورة أفضل من سابقاتها.

■ لو قُيّضَ لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
لقد بدأتُ فنّاناً تشكيلياً، دراسةً وإنتاجاً، قبل أن أترك الفن التشكيلي إلى عالم الكتابة. لم أفكّر بهذا المسار في يوم من الأيّام، إلّا أنّني اليوم سعيدٌ به، ولا أفكّر في تغييره أبداً.

■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أنتظر أن يعمل الناس، حكوماتٍ وشعوباً، على قضية السلام وعلى وقف الصراعات والحروب وإقفال الأبواب أمامها، وأن يكون العمل من أجل السِلم هو المهمّة الرئيسة أمام البشرية.

أحاول أن أكتب روايتي التي بين يديّ بصورة أفضل من سابقاتها

■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 
جدّي. أريد أن ألقاه لأخبره بأنه خدعني يوم كنت طفلاً. لأقول له: أخطأتَ عندما قلتَ لي إن أولادي لن يعرفوا الحروب، وإنهم سيعيشون في عالم قائم على السلام وخالٍ من الصراعات.

■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
الفنان التشكيلي فاروق طوبال (شكّاك)، لأستعيد معه الحوارات التي كنّا نبدأها ولا نعرف كيف ننهيها. كانت كلّها عن عالم مثاليّ، عالم خيّر، عالم خالٍ من الكراهية والتعصّب بكافة أشكالهما.

■ ماذا تقرأ الآن؟
اقرأ لصديق لي، هو عزيز تبسي، رواية بعنوان "طبق المشمش"، وما أن أنتهي منها حتى أبدأ روايته الأُخرى "روائح عنبرية".

■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، إلى أبرز أساطينها وأجمل أعمالها. أدعوكم للاستماع إلى أعمال فرانز شوبرت الغنائية.


بطاقة
روائي وقاصّ سوري من مواليد عام 1946 في حلب، التي ما زال مقيماً فيها. درس الفنون التشكيلية ومارس الرسم لسنوات، مقيماً معارض فردية ومشاركاً في معارض جماعية، قبل أن ينتقل إلى الكتابة بدءاً من عام 1967. أصدر كتابه الأول "الصدفة والبحر" عام 1977، وضمّ روايتين قصيرتين. وأتبعه، منذ ذلك الحين، بنحو عشرين عملاً بين رواية ومجموعة قصصية. من إصداراته في القصّة: "كوب من الشاي البارد" (1981)، و"ما رواه الجليل" (1996)، و"باب خشبيّ قديم" (2002). ومن رواياته: "زهور كافكا" (2000)، و"فتى قيبار" (2009)، و"ظِلال الليالي" (2020)، التي صدرت ترجمُتها الفرنسية قبل أصلها العربي (2017، دار Le Serpent à Plumes)، و"نصف قرن" (2022).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون