وقفة مع فرح الهاشم

08 ديسمبر 2022
فرح الهاشم (تصوير: نيكولا شِن)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها الإبداعية وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته مع قرّائها. "ندما أتأمّل تجربتي، أفرح بما أنجزته من أفلام خلال السنوات العشر الماضية"، تقول المخرجة السينمائية الكويتية اللبنانية في لقائها مع "العربي الجديد".



■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟

- يشغلني عرض فيلمي الجديد "بيروتُ برهان"، في عروض خاصة وفي مهرجانات عربية وأوروبية. وبعد عرضه في بيروت، سوف أتوجه إلى عمّان لتلبية دعوة "مهرجان كرامة" السينمائي لحضور العرض الأردني للفيلم والمشاركة في منتدى السينمائيين هناك.


■ ما هو آخر عمل صدر لكِ وما هو عملكِ القادم؟

- آخر عمل صدر لي هو هذا الفيلم الروائي التسجيلي نفسه: "بيروتُ برهان" (2022، 117 دقيقة)، وهو يتحدّث عن حياة المخرج اللبناني الراحل برهان علوية (1941 ــ 2021)، وأفلامه ومن وجهه نظري. أمّا بخصوص عملي القادم، فأستعدّ لإنجاز فيلم جديد طويل مأخوذ عن قصّة أدبية تروي شكلاً من أشكال العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة.


■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك ولماذا؟

- من الصعب أن يرضى أي مبدع عن إنتاجه بصورة كاملة. ولكنّني أشعر بنوع من السعادة عند إنجاز كلّ فيلم جديد لي، بغضّ النظر عن موضوع الرضا، لأنّ الرضا الكامل مسألة صعبة ومرتبطة لديّ بمدى تقبُّل الجمهور لنوعية أفلامي. عندما أتأمّل تجربتي، أفرح بما أنجزته من أفلام خلال السنوات العشر الماضية.


■ لو قُيّضَ لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟

- لأنّني بطبيعتي مُغامِرة، فقد سلكت المسار الذي لطالما حلمت به، ولم أندم مرّة على أيّ خطوة قمتُ بها. لذلك، لو قُيّضَ لي البدء من جديد، فسأبدأ بالطريقة نفسها التي بدأت بها: السينما والإعلام، من بيروت.

أنتظر قطاراً يأخذني إلى القدس لأمضي يومي مع أهلي هناك

■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟

- التغيير الذي أنتظره هو أن أركب القطار ليأخذني إلى القدس في فلسطين، حتى أمضي يومي هناك مع أهلي، وأتمشّى في شوارع القدس القديمة، وألمس حجارة الجدران في الطرق الضيّقة؛ أن أمشي حتى أتعب، ثم أعود بالقطار إلى بيروت، وأسهر مع أصدقائي حتى وقت الإفطار.

أنتظر أيضاً أن تعود العلاقات على طريقة Analog، أو التصوير التناظريّ الكلاسيكي، ونفقد الرغبة في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي ونعود للتواصل المباشر.


■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- بصراحة، أنا منحازة جدّاً إلى الغناء القديم، وأستمتع بالاستماع إليه، وبشكل خاص الموسيقار الخالد فريد الأطرش، وهو الشخصية التي كنت أتمنى أن أقابلها في حياتي، لِمَا يحيط بها من قضايا كثيرة مثيرة للجدل، كشخصية نادرة صوتاً ولحناً وحضوراً، إلى جانب أن فريد الأطرش هو أفضل مَن قدّم الفيلم الغنائي الاستعراضي في السينما العربية. أشعر أن فريد الأطرش هو حبيب العمر.


■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟

- الصديقة الوحيدة الأقرب إلى نفسي هي أمّي، الكاتبة والصحافية اللبنانية عواطف الزين. دائماً ما أحاورها بكلّ تفاصيل أفلامي قبل أن أصوّرها، فهي مثَلي الأعلى في الحياة. أمّا الكتاب أو الكتب التي أعود إليها، فهي قصائد الشاعر الأميركي تشارلز بوكوفسكي، لأن نظرته البسيطة والصارمة حول العلاقات الإنسانية والحياة نفسها ما زالت تبهرني حتى بعد قراءة كتبه للمرّة المائة.


■ ماذا تقرأين الآن؟

- وقع تحت يديّ كتابٌ أثناء تجوّلي في "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب"، وهو بعنوان "خليل حاوي: الديوان الأخير (قصائد غير منشورة)"، عن دار "نلسن". 


■ ماذا تسمعين الآن، وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- لا أستطيع أن أبدأ يومي من دون تشغيل الموسيقى، وحبّي للموسيقى هو الحبّ الكبير في حياتي. فأول شيء أعمل عليه في أفلامي هو الجزء الموسيقي من الفيلم، ولا أكتب من دون موسيقى، ولا أمشي أو أمارس الرياضة من دون موسيقى. حتى وأنا حزينة أو سعيدة، فالموسيقى موجودة، وأستمع لكلّ شيء: من فريد الأطرش وأسمهان وكارم محمود ومحمد عبد الوهاب إلى جانيس جوبلن وب. ب. كينغ وفْريد أستير وبيلي هوليداي ولد زبلين، وكلّ ما يتعلّق بموسيقى الروك في حقبة الستينيات والسبعينيات في أميركا.

أمّا عربياً، فكل ما أسمعه مرتبطٌ بمرحلة الزمن الجميل، من منتصف الأربعينيات حتى أواخر السبعينيات، ولا سيما في مصر، مثل محمد عبد المطلب، وعبدو سروجي، ومحمد فوزي، وشادية، وصباح، وأم كلثوم، وليلى مراد.



بطاقة

مخرجة سينمائية كويتية لبنانية، من مواليد عام 1988، وتقيم في باريس. لها أكثر من عشرة أفلام بين عمل طويل (مثل "ترويقة في بيروت"، 2015، و"اليوم الخامس"، 2020)، وقصير (مثل "مارلين مونررو في نيويورك"، 2011، و"نساء الكويت"، 2018). تتنقّل بين التوثيق والتوثيق الروائي، وقد حازت أفلامها على عدد من الجوائز والتكريمات السينمائية في بيروت وباريس ونيويورك والإسكندرية ولوس أنجليس والبندقية. تعمل أيضاً مراسلة صحافية.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون