"هوامش العميد" لأيمن بكر.. مع طه حُسين في أربعة من مؤلّفاته

ما زالت شخصية طه حُسين (1889 - 1973) محطَّ اشتغال وبحث لدى النقّاد ودارسي الأدب، لِما كان عليه من مكانة معرفية، وكونه تناول في كتاباته حقولاً ومواضيع مختلفة اشتبكت فيها الثقافة مع قضايا الراهن الاجتماعي.

في هذا الإطار، صدر حديثاً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" مُؤلّفٌ جديد بعنوان "هوامش العميد: ملامح التجربة المعرفية عند طه حسين" للباحث المصري أيمن بكر (1969)؛ في محاولة لإضاءة أفكار حُسين من خلال أربعة مؤلّفات أساسية وضعها، وهي: "مع المتنبي"، و"في الشعر الجاهلي"، و"مستقبل الثقافة في مصر"، و"صوت أبي العلاء".

يتكوّن الكتاب من مقدّمة وأربعة فصول، ويبحث الفصل الأول منه في مفهوم التجربة المعرفية، ويستخلص الباحث أُطرها الناظمة من خلال مقدمة وخاتمة كتاب "مع المتنبي" (1937)، في تمييز بين طاقتين شكّلتا مسار هذا العمل. واللافت أن الباحث يحاول الاستعانة بمفهومات من الحضارة الفرعونية القديمة، وهذا ما يتبدّى من خلال غلاف الكتاب، الذي يستعين فيه بإظهار رموز من تلك الحضارة.

أمّا الفصل الثاني فيُسائل فيه قضية الثقافة الشفاهية، ومدى تأثّر حُسين بها من خلال ما كتبه في أكثر أعمال إثارة للجدل "في الشعر الجاهلي" (1926)، وهنا لا بدّ من الالتفات إلى دور تحصيله الأزهري الذي اكتسبه أوّلاً، ثم انتقاله إلى الأكاديميا الغربية، وما نتج من فروقات بين المنظومتين ساهمت بشكل أو بآخر من تبنيه للمنهج الديكارتي، والذي اعتمده في مسألة انتحال الشعر الجاهلي.

وللجوانب التطبيقية نصيب في الكتاب مع الفصل الثالث منه، حيث يبسط القول في آراء العميد التي ضمّنها في كتاب "مستقبل الثقافة في مصر"، وينحو في تحليله صوب تجاوز الموقف من التعليم فحسب، بل إثبات أن حُسين في كتابه كان مهموماً بالثقافة ككل. 

أمّا الفصل الرابع فبحث في كتاب "صوت أبي العلاء" (1944)، وبالتقاطعات التي تصوّرها حُسين عن نفسه من خلال النظر في آثار وسيرة الشاعر والمفكّر أبي العلاء المعري، واحتمال أن يكون الأول صدىً لصوت الثاني.  

يُشار أن لبكر مؤلّفات نقدية سابقة، منها: السرد في مقامات الهمذاني (2007)، و"الآخر في الشعر العربي" (2010)، و"الآخر في الشعر العربي: المتنبي، شوقي، العريض" (2010)، و"تعدد الرواية في الشعر الجاهلي: ديوان هذيل نموذجاً (2012)، وغيرها.

موقف

التحديثات الحية

زمن طه حسين الثاني