هدايا الحرب

03 اغسطس 2022
أوتو ديكس/ ألمانيا
+ الخط -

على الرغم من أن الأمر يبدو سخيفًا حقًّا، إلّا أن الأوروبيين يرسلون الأسلحة لأوكرانيا، بوصفهم حلفاء لأميركا، من خلال آلية تسمّى "صندوق دعم السلام الأوروبي"، وهو أداة لتمويل إجراءات الاتحاد الأوروبي الهادفة إلى الحفاظ على السلام ومنع الصراعات وتعزيز الأمن الدولي. أليست رائعة هكذا جهود، والله!

كما لو أنّ هذا لم يكن كافيًا، فهناك موادّ دفاعية: خوذات، وسترات، وعربات نقل مصفّحة، وما إلى ذلك. وموادّ هجومية: خراطيش للبنادق، ومدافع رشاشة، وقاذفات قنابل يدوية، وما إلى ذلك. وفقًا لما نسمع ونقرأ. كلّ شخص، عندما تكون هناك حرب في الهواء، يتعلّم العيش مع عنصر جديد: الأكاذيب.

لكنّ العجيب أنّ حوالي 16000 مدنيِّ أوكرانيٍّ دون تدريب عسكري، يتلقّون هذه الأسلحة... لأيّ غرض؟ الغريب هو كيف تصل الأسلحة إلى بلدٍ دمّرته الحرب.

هل يحملها بابا نويل في الهواء، وفوق كلّ شيء، مَن سيدفع ثمن هدايا الحرب مِن الغرب؟ هل يبدو أن الجرأة والخيال هما السمات التي يحتاجها اليسار في كلّ العالم، بوصفه الأقرب لمعشر المثقّفين الخياليّين المثاليّين، للخروج من موقفٍ يتعيّن عليه فيه دائمًا الاختيار بين السيِّئ والأسوأ.

إنه ليس بالأمر السهل، بداهةً، لكن الأمر يستحقُّ متابعة التجربة بعناية. مرّات والله، يقرص المرء جلده لمحاولة التمييز بين الحقيقة والخيال.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون