تمثّل الهدف الأساسي في تأسيس "مهرجان وثائقي المتوسط" في تونس بعرض التجارب الأولى للمخرجين في حوض البحر الأبيض، في إطار دعم السينما الوثائقية، ضمن معايير تحاول إنهاء الخلط الحاصل بينها وبين غيرها من أشكال التوثيق؛ على غرار الريبورتاج مثلاً، أو الوثائقي التلفزيوني، أو الوثائقي الروائي.
كما رأت "جمعية السينما الوثائقية التونسية"؛ الجهة المنظّمة، أن تخصيص تظاهرة للبلدان المتوسطية تعكسه مواضيع الأفلام المختارة التي تشترك في تناول قضايا عديدة مثل تأثير النظام الاقتصادي على المجتمعات والأنماط الجديدة للعمل، والإيكولوجيا والعلاقات الإنسانية مع البيئة، والهجرة وغيرها.
يحافظ المهرجان على انعقاده سنوياً رغم عدم تقيّده بشرط الفيلم الأول، إذ انطلقا فعاليات الدورة السادسة عند الرابعة من عصر اليوم الأربعاء في "قاعة الطاهر شريعة" بـ"المكتبة السينمائية التونسية" في تونس العاصمة، وتتواصل لأربعة أيام.
يشير بيان الجمعية إلى استقبالها حوالي خمسئمة عمل تنوّعت مواضيعها بين البيئة والتغيرات المناخية والتاريخ والتراث والهجرة، وتم انتقاء عشرين فيلماً فقط تمثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والجزائر وبلجيكا والبرتغال واليونان والمغرب وكرواتيا ومصر وفلسطين، إلى جانب تونس.
يُعرض في الافتتاح فيلم "محفل" للتونسي أمين أكجا، والذي يضيء تاريخ أحد أنواع الموسيقى الشعبية التي تعزف في أعراس الجنوب التونسي ويطلق عليها اسم "محفل"، وكذلك الطقوس المرتبطة بأدائها والتطوير في إيقاعاتها، وانتقالها من جيل إلى آخر.
كما يعرض في اليوم نفسه فيلم "ظلالنا في الجزائر" للفرنسية فنسنت ماري، حيث تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر من خلال رسومات الكاريكاتير التي تناولت تلك الحقبة لدى عدد من الجزائريين الذين عاشوا في فرنسا خلال الثورة التحريرية في بلادهم.
تشارك في المهرجان أفلام "أحبك الكلمة التي لا توجد" لـ رافايل بينيستي من فرنسا، و"المتبقي" لـ أليسانندرا كوبو من إيطاليا، و"أزتا" لـ جمال باشا من الجزائر، و"الأماكن التي سنتنفس فيها" لـ دافور سانفينسينتي من كرواتيا، و"كريم" لـ غونزالو بولستر من إسبانيا، و"الحتة البرتقاني" لـ خالد السباعي من مصر، و"بيت الشَعر" لـ مليكة العينين من المغرب، و"قبو" لـ تاسوس جينوساتيس من اليونان، وغيرها.