"مهرجان بورخيس": لماذا نقرأ صاحب "الألِف" اليوم؟

06 يونيو 2024
بورخيس (تصوير: صوفي باسولس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قراءة أعمال خورخي لويس بورخيس تعد رحلة في متاهة الطفولة، الذاكرة، والخيال، مما يبرز أهميته وثورته في الأدب العالمي.
- "مهرجان بورخيس" في نسخته الرابعة ببوينس أيريس يستكشف تأثير بورخيس الدائم في الأدب والفكر، مع مشاركة دولية واسعة.
- ندوات ومحاضرات المهرجان تغطي تأثير بورخيس على التغييرات الثقافية والاجتماعية، مع قراءات لأعماله تؤكد على ضرورة قراءته في ضوء العصر الحالي.

قراءة أعمال خورخي لويس بورخيس (1899 - 1986) أشبه بالدخول في متاهة يصعب الخروج منها، ذلك أنَّ كل سرداب من سراديبها يؤدي إلى مكانٍ ما: الطفولة، الذاكرة، الخيال، الموت، اللغة، وغيرها من الموضوعات الفكرية والأدبية التي عالجها الروائي والشاعر الأرجنتيني في أعماله الإبداعية.

ما سبب أهمية بورخيس وشهرته في العالم كلّه؟ وما هي الثورة التي أحدثها حتى ينال هذه الأهمية؟ وهل ما يزال صاحبُ كتاب "الألِف" حاضراً في المشهد الأدبي العالمي؟ وكيف يجب أن نقرأه اليوم؟

عن هذه الأسئلة وغيرها تجيب النسخة الرابعة من "مهرجان بورخيس" التي بدأت فعالياتها في "بيت القراءة" بالعاصمة الأرجنتينية، يوم الإثنين الماضي وتستمرّ حتى الثامن من حزيران/ يونيو الجاري، بحضور عدد من الأكاديميّين والكتّاب والمترجمين والمختصّين بأعمال بورخيس، من الأرجنتين، وإسبانيا وأميركا اللاتينية.

تُعقد نسخة هذا العام من المهرجان قبل أسبوع من الموعد المعتاد (الرابع عشر من حزيران/ يونيو من كل عام؛ التاريخ الذي رحل فيه بورخيس عن عالمنا). وتتضمّن الدورة، حسب بيان "لجنة الثقافة" في بوينس أيريس، "العديد من الندوات والمحاضرات - بعضها افتراضي - ولكن جميعها يهدف إلى التعريف بمنجز بورخيس الإبداعي، والتوغّل في أعماله، ومعرفة سبب حضوره الدائم إلى اليوم في المشهد الروائي والفكري العالمي".

ندوات المهرجان مختلفة وموضوعاتها متنوّعة، غير أنّ رابطها المشترك هو كتابات بورخيس وعلاقتها بعالم اليوم والتغيّرات الثقافية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجية. وإضافة إليها، تُقام قراءات لبعض قصص الكاتب الأرجنتيني، وأمسيات شعرية تُقرأ فيها بعض قصائده.

شهد اليوم الأوّل من المهرجان محاضرة للأكاديمي الإسباني بورخا باغونيا بعنوان "سياسات وشعريات القراءة"، تناول فيها جوانب متنوّعة من نصوص بورخيس التي أسّست، على حدّ تعبيره، لثورة السردية الجديدة في أميركا اللاتينية، والتي أكملها فيما بعد كتّاب مثل ماركيز، وكورتازر، والعديد غيرهما.

أمّا اليوم الثاني، فشهد محاضرة للكاتبة الأروغوانية ليسا بلوك دي بيهر، بعنوان "مقاربات لبورخيس"، تناولت فيها تجربتها في قراءة الكاتب الأرجنتيني. وفي اليوم الثالث، شاركت كلٌّ من الكاتبات الأرجنتينيات أوليفيا غايو وسونيا بوداسي وجميلة بيغني في طاولة مستديرة بعنوان "كيف نقرأ بورخيس اليوم"، تحدّثن فيها عن ضرورة العودة إلى أعمال بورخيس لقراءتها في ضوء التغيّرات السياسية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها عالم اليوم.

وتلقي الكاتبة الأرجنتينية أليخاندرا كامايا، مساء اليوم الخميس، قراءات لنصوص مختلفة من قصص بورخيس القصيرة. أمّا غداً الجمعة، فيلقي دانييل نمرافا محاضرة بعنوان "الكائنات الخيالية في كتاب الألِف". وسيكون ختام المهرجان، الأحد المقبل، برحلة تُنظَّم في مدينة بوينس أيريس، يتمّ خلالها التوقّف عند أبرز الأماكن في حياة بورخيس، والتي أسهمت بشكل أو بآخر في إلهامه وتحفيزه على الكتابة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون