مع التراجع المتواصل لمهرجانات مسرح الهواة والطلبة وغيرها من القطاعات غير المتخصصة التي كانت تشكّل رافداً أساسياً للحركة المسرحية التونسية على مدار العقود الماضية، تتصاعد الدعوات في مناسبات عديدة لإعادة النظر في غياب المرجعيات المهنية لهذا الشكل المسرحي وقلّة الدعم الرسمي الموجّه إليه، وضرورة أن تأخذ كوادره فرص التدريب والتحديث.
واحدة من أبرز التظاهرات الطلابية هو "المهرجان الدولي للمسرح الجامعي"، الذي تنطلق دورته التاسعة عشرة عند السابعة والنصف من مساء السبت المقبل في "المركز الثقافي الجامعي" بمدينة المنستير، على الساحل الشرقي من تونس، وتتواصل حتى الثالث عشر من آب/ أغسطس 2023.
يكرّم المنظّمون عدداً من المسرحيين التونسيين الذي كان لهم دورهم في تأهيل ممثلين وفنيين ومخرجين ضمن تجاربهم الممتدّة، وهم الممثلين ليلي طوبال، ورؤوف بن عمر، وخالد بوزيد، وعلاء الدين أيوب، والكاتب والمخرج رجاء فرحات، والمخرج فاضل الجعايبي، إلى جانب فتحي بن عمر، مؤسس المهرجان.
تحت شعار "مسرح الريادة"، يُفتتح المهرجان بمعرضين؛ الأول يوثّق ذاكرة المهرجان الذي تأسّس عام 1992 لكنّه غاب لأربع سنوات بفعل ظروف جائحة كورونا، حيث تُستحضر أبرز العروض، إضافة إلى الفنانين الذين شاركوا في الدورات السابقة، والثاني بعنوان "دمى الأضواء" بتنظيم من "المركز الوطني لفن العرائس" ويستعيد تاريخ مسرح الدمى في تونس، ويعقب افتتاحهما كرنفال مسرح الشارع الذي تشارك فيه فرق من المدينة.
تتوزّع العروض على فضاءات "قصر العلوم" و"المركب الثقافي" و"المركز الثقافي الجامعي" والسكن الجامعي"، و"فضاء روسبينا"، حيث تُعرض المسرحيات المشاركة بالإضافة إلى إقامة عدد من الورش المسرحيّة والندوات والمحاضرات.
يتضمّن البرنامج ورشة "عمل الممثل بين فنون الإلقاء وفنون الإخراج" التي يديرها المخرج العراقي مقداد مسلم، وورشة "الممثل والشخصية" التي يقدّمها المخرج المغربي امبارك الفقير، وورشة "الميم" التي يؤطرها الممثل التونسي خالد بوزيد، وورشة "السينوغرافيا" التي ينشّطها المخرج التونسي حسن السلامي.
كما تُعقد ندوة فكرية تحت عنوان "السينوغرافيا.. رؤية جديدة من منطلق إمكانات الصورة الرقمية لشباب المسرح الجامعي" بمشاركة عدد من المسرحيين والباحثين والطلبة، إلى جانب عروض موسيقية وراقصة وفولكلورية عدّة.