تعود موسيقى الفادو البرتغالية إلى بدايات القرن التاسع عشر، وهي نمطٌ موسيقيّ يتميّز بألحانه وكلماته الحزينة التي يشكّل فيها البحر والفقر ثيمتَين رئيسيّتَين، ويُعتقَد أنّه نتاج مزيجٍ بين موسيقات الأفارقة والبرتغاليّين، مع تأثيرات عربية.
يُمثّل "مهرجان الفادو" المتنقّل أحدَ التظاهرات التي تُعرِّف بهذه الموسيقى التراثية في العالَم؛ حيث انطلق قبل ثلاثة عشر عاماً، وأُقيم منذ ذلك الحين في عددٍ من بلدان أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
هذا العام، يعود المهرجان إلى المغرب بعد أن استضافه في 2017؛ حيثُ يُقام في مدينتَي الرباط والدار البيضاء، يوميَ الثامن والتاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري، تحت شعار "الفادو والغيتار البرتغالي"، مع برنامج يضمّ حفلات موسيقية وندوةً وعرض فيلم وثائقي.
يقترح المهرجان اسمَين موسيقيَّين بارزين من البرتغال؛ هُما مغنّية الفادو كريستينا برانكو وعازف الغيتار برناردو كوتو، واللذين يُقدّمان حفلاً مساء الجمعة، الثامن من الشهر الجاري، على خشبة "المسرح الوطني محمّد الخامس" في الرباط، وآخر في اليوم التالي في "استوديو الفنون الحيّة" بالدار البيضاء.
عُرفت برانكو، التي بدأت تجربتها الفنّية في التسعينيات، بأدائها المؤثّر للفادو، وأعادت أداء هذه الموسيقى التقليدية من خلال إضافة تأثيرات مُعاصرة عليها، مع الحفاظ على جوهرها، بينما قدّم كوتو إسهاماً كبيراً في تطوُّر الفادو بأسلوبه المبتكَر في العزف على الغيتار البرتغالي.
من جهة أُخرى، يحتضن "استوديو الفنون الحيّة" في التاسع من الشهر الجاري، عرضاً للفيلم الوثائقي "أرتور بين الجدران" (2021) للمخرج إيفان دياس، والذي يستكشف فيه حياة وأعمال عازف الغيتار البرتغالي أرتور باريديس (1899 - 1980)، كما يستحضر تأثيرات الفادو والغيتار البرتغالي في السياق الفنّي البرتغالي.
وتُقام عند السابعة من مساء اليوم نفسه ندوةٌ حول "الغيتار البرتغالي"، من تقديم برناردو كوتو.