استمع إلى الملخص
- يُفتتح معرض "من النهر إلى البحر" في "غاليري P21" بلندن حتى ديسمبر، ويضم أعمالاً فنية تركز على تراث فلسطين ونضالات شعبها، بمشاركة 25 فناناً من غزّة ومدن فلسطينية أخرى والشتات.
- يهدف المعرض إلى الاحتفاء بإبداع الفنانين الفلسطينيين وتعزيز التفاهم والتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويشمل أعمالاً متنوعة من الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والتركيب بوسائط متعددة.
في نهاية تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، نشرت صُحف غربية عديدة تقارير ومقولات تُبيّن فيها دلالات "من النهر إلى البحر"، بعد جدل واسع أُثير حول رفع الشعار في مظاهرات مندّدة بالعدوان الصهيوني على غزّة، كما رفعته رشيدة طليب، النائبة في مجلس النوّاب الأميركي، مؤكّدةً رمزية التحرّر في عبارة بدأ استخدامها منذ الستينيات وإلى اليوم.
العبارة التي انزاحت عن صدارة المشهد العام منذ التوقيع على "أوسلو" وتبنّاها المعارضون للاتفاق مع كيان الاحتلال، عادت بزخم أعلى مع صدور كُتب حملتها عنواناً عن دور نشر في أوروبا والولايات المتّحدة، وتنظيم مَعارض فنّية تحت العنوان ذاته خلال الأشهر الماضية.
من ذلك معرض "من النهر إلى البحر"، الذي يُفتتح عند السادسة من مساء الخميس المقبل في "غاليري P21" بلندن، ويتواصل حتى الحادي والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ويضمّ أعمالاً فنّية تتمحور حول تراث فلسطين ونضالات شعبها.
يُخصَّص قسمٌ من المعرض لرسوماتٍ نفّذها أطفال من غزّة
المعرض ينظّمه "متحف فلسطين في الولايات المتّحدة"، كمشروع ثانٍ بعد مشروعه "من فلسطين مع الفنّ" سنة 2022، وضمّ أعمالاً تتنوّع بين التطريز والرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والتركيب بوسائط متعدّدة، إلى جانب أفلام ومقتطفات من التاريخ الشفهي، وشارك في "بينالي البندقية" وتنقّل بعدها بين أكثر من مدينة غربية.
يشارك خمس وعشرون فنّانة وفنّاناً في المشروع الحالي، يتوزّعون بين غزّة ومدن فلسطينية أُخرى وبين الشتات، حيث تُعرض أعمال الفنّان الغزّي ميسرة بارود، الذي يواظب على نشر رسومات بالرصاص والحبر الأبيض والأسود منذ بدء حرب الإبادة، تُبرز آثار تدمير البيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس وجميع مظاهر الحياة، كما توثّق زمن النزوح الذي تعبّر عنه خيام ينسجها الفلسطينيون ويرتحلون بها من مكان إلى آخر.
من غزّة أيضاً، تحضر أعمال محمود الحاج، الذي يوظّف الصور الأرشيفية التي جمعها من الإنترنت، بالإضافة لما تقدّمه "خرائط غوغل" من صور لفلسطين، ولقطات الاستطلاع الجوّي، من أجل استكشاف الأساليب والبنى القمعية المستخدمة على مرّ السنين لإخضاع الفلسطينيّين، والتي بلغت ذروتها في الإبادة الجماعية المستمرّة والفظائع التي تُرتكب في قطاع غزّة.
تشارك في المعرض أيضاً الفنّانة التشكيلية سامية حلبي (1936)، التي تنزع معظم تجربتها إلى التجريد، بالإضافة إلى الفنّان نبيل عناني (1943)، الذي يستمدّ مواضيع لوحاته من الذاكرة الفلسطينية، حيث يُركّز على علاقة الفلسطيني ببيته ومعالمه التاريخية وعاداته وتقاليده والمناظر الطبيعية المحيطة به.
ويُخصص المنظّمون قسماً من المعرض لرسومات نفّذها أطفال من غزّة، يسجّلون خلالها معايشاتهم لعدوانٍ إسرائيلي تسبّب باستشهاد أكثر من ثلاثة عشر ألف طفل حتى اليوم، كما تُعرض مجموعة مختارة من لوحات التطريز المستوحاة من التراث الفلسطيني من نِتاج مشروع "منسوجة التاريخ الفلسطيني"، الذي تنخرط فيه مئات النساء في معظم مخيّمات اللجوء الفلسطيني، وقُدّمت منسوجاتهن في أكثر من معرض فنّي.
يشير بيان المعرض إلى أنّه "لا يحتفي بإبداع الفنّانين الفلسطينيّين ومواهبهم فحسب، بل يوفّر أيضاً مساحة مهمّة للحوار والتفكير والوعي حول الثقافة والتراث الفلسطيني. ويهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتسليط الضوء على تعبيراته الفنّية النابضة بالحياة بوصفها شكلاً من أشكال المقاومة والصمود في مواجهة الاحتلال وحُكم الفصل العنصري والإبادة الجماعية في غزّة".
يُذكر أن "غاليري P21" أقام، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، العديد من المعارض حول الإبادة في غزّة، والتاريخ الفلسطيني المُعاصر؛ من بينها: "رسم خطّ من أجل فلسطين" للفنانة البريطانية إنجا بيسترام، و"التضامن الأيرلندي مع فلسطين" بمشاركة فنّانين ومصوّرين فوتوغرافيين وصنّاع أفلام من أيرلندا وفلسطين وبلدان أُخرى، و"غزّة" للفنّان الفرنسي أنطوان جانوت، و"لمّا كان العنب حصرم" للفنانة الفلسطينية رشا الجندي.