"من أجل إيكولوجيا الانتباه": العالم كما رآه إيف سيتون

10 يناير 2021
إيف سيتون
+ الخط -

في 2014، صدر كتاب "من أجل إيكولوجيا الانتباه" للباحث السويسري إيف سيتون. بدا وقتها وكأنه غادر مواقعه الأولى كباحث في الأدب، وقد ألّف ضمن هذا المجال أعمالاً توحي بأنه في الطريق إلى أخذ موقع منظّر أدبي، وخصوصاً مع محاولته المبكّرة ربط النظرية الأدبية بدراسات التلقي في كتابه "القراءة، التأويل، التحيين" (2007).

لكن سيتون أخذ موقعاً في مكان آخر، حيث طوّر أدواته كمفكّر وجعل من العلاقات التي يعقدها إنسان القرن الحادي والعشرين مع الميديا موضوعه الرئيس دون أن يهجر مرجعيات الأدب والتاريخ والفلسفة.

منذ أيام، صدرت طبعة جديدة، بحجم الجيب، من كتاب "من أجل إيكولوجيا الانتباه" (بوان)، وقد يكون سياق مرحلة الجائحة العالمية سبباً إضافياً للإنصات إلى أطروحات الباحث السويسري.

في هذا الكتاب، يرى سيتون العالم من زاوية كونه منظومة شاملة من التوجيه؛ من العلاقات الأسرية إلى العلاقات السياسية، مروراً بالعلاقات مع الأشياء التي تشتغل منظومات كبرى أبرزها الإشهار في صناعة هذه العلاقات حسب مصالحها. 

ينطلق المؤلف من ملاحظة تتعلق بـ"إنهاك قدراتنا على الانتباه" في العقود الأخيرة، وخصوصاً مع دخول التكنولوجيا إلى العالم الحميم للإنسان منذ ظهور الكمبيوتر المنزلي، وتسارع الأمر أكثر مع الهاتف النقّال، لكن يمكن أن نضع ضمن ذات الدائرة عناصر أخرى مثل التلفزيون، الذي وإن كان وسيلة إعلام قديمة، فإنه أخذ في العقود الثلاثة الأخيرة أبعاداً جديدة بسبب تضخّم العرض الإعلامي والتنافس الشرس بين المؤسسات وما يقف خلفها من مصالح سياسية واقتصادية.

إيف سيتون

أهم ما يقدّمه الكتاب، توفيره لمجموعة من المفاهيم التي تمكّن القارئ من تفكيك الكثير من الظواهر حوله، من ذلك مفاهيم: "الانتباه الجماعي"، "رأسمالية الانتباه"، "رقمنة الانتباه"، وأيضاً المصطلح الذي يطرحه العنوان "إيكولوجيا الانتباه" الذي يقدّمه كتطوير لمفهوم متداول في علوم الاتصال، هو "اقتصاد الانتباه".

المساهمون