منذر ماخوس.. سوق النفط والاعتبارات الجيوسياسية

03 نوفمبر 2022
أنسليم كيفر/ ألمانيا
+ الخط -

صدر حديثًا ضمن "سلسلة ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، كتاب "الاقتصاد السياسي للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآفاق سوق الطاقة الدولية" لأستاذ العلوم البترولية والباحث السوري منذر ماخوس، بترجمة مونيك كامل.

يضمّ الكتاب مقدمة وأربعة فصول، جاءت عناوينها كالآتي: الفصل الأول: "نظرة استشرافية إلى سوق النفط: الاحتياطات والتنمية والأسعار والظروف الجيوسياسية"؛ الفصل الثاني: "الأسعار"؛ الفصل الثالث: "الأوضاع والاعتبارات الجيوسياسية"؛ الفصل الرابع: "آفاق تطور سوق النفط وسوق الطاقة الدوليتين"، واستنتاجات. ويشتمل الكتاب على قائمة ببليوغرافية وفهرس عام.

يعالج العمل، في فصوله الأربعة، سوق النفط ضمن بيئة المتحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتناول الاحتياطيات والتنمية والاستثمار والطاقات البديلة والمستدامة الوافدة إلى سوق الطاقة وآفاق تطويرها بوصفها بديلًا من الطاقة النفطية الأحفورية، ولا سيما الطاقة الشمسية الحرارية. 

يرى المؤلف أن سوق الطاقة تشهد اليوم مقدمات لإعادة هيكلتها

يرى المؤلف أن سوق الطاقة تشهد اليوم مقدمات لإعادة هيكلتها، وخاصة بعد دخول دول، مثل الصين والهند والبرازيل، تُعدّ من عمالقة المستهلكين، إليها، ما قد يعيد التوازن إلى السوق النفطية على الرغم من الأزمات الضخمة التي تعانيها اليوم. 

كما يرى أن أسعار النفط القائمة على معادلة العرض والطلب وظروف الأمن والاستقرار والأزمات الدولية هي أيضًا على أبواب إعادة هيكلة نوعية بسبب دخول الطاقات البديلة على نحو مطّرد وتدريجي، وأن السعر الحقيقي للبرميل، وليس الاسمي، هو الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار لدى أيّ مقاربة تتعلق بالأسعار وسوق الطاقة.

الصورة
غلاف الكتاب

ويشير ماخوس أيضًا إلى أن التحليلات والتنبؤات بشأن حجم الموارد النفطية وعمرها تُراوح بين الافتراضات المفرطة في التشاؤم وتلك المبالِغة في التفاؤل. وعلى أي حال، فإن نضوب النفط لن يحدث غدًا، وإن كانت بوادره تلوح في الأفق البعيد.

ويبيّن الكتاب أنه حتى وقت قريب جدًا، كان الغاز الطبيعي عمومًا، والغاز الروسي خصوصًا، بوليصة تأمين ممتازة ضد مخاطر انقطاع إمدادات النفط القادمة من الشرق الأوسط تحديدًا، ثم قيل مرارًا وتكرارًا إن احتياطيات العالم من الغاز كانت أكبر من احتياطي النفط، وإنها كانت موزعة جغرافيًا توزيعًا أفضل، وخاصة أن الغاز الروسي كان يتمتع بميزة كبيرة كونه كان يصدّر بواسطة بلد أوروبي صناعي ذي موثوقية وقريب نسبيًا من الأسواق الأوروبية.

ويعتبر المؤلّف أنه ضمن الظروف ومستويات تطور التكنولوجيا في العصر الحالي، هناك، اليوم كما نعرف مصادر أسهل تقنيًا وأرخص اقتصاديًا لإنتاج الطاقة (الكهربائية) من الكُمون الذي تحويه طاقة الأمواج. هذه المصادر كما نعرف هي الطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح والطاقة الهيدروليكية والطاقة النووية وغيرها، وأن المسألة في النهاية هي مسألة وقت وتقنية اقتصادية في مرحلة تاريخية محددة لم تَحِن في ما يبدو بعدُ، لكنها آتيةٌ لا محالة، أخذًا في الاعتبار تطور التكنولوجيا والمعارف العلمية عبر التاريخ.

يُذكر أن منذر ماخوس يحمل خمس شهادات دكتوراه من جامعات أوروبية؛ منها ثلاث شهادات دكتوراه دولة واثنتان دكتوراه الفلسفة، في التنقيب والإنتاج النفطيين وطرائق الإنتاج المعزز للنفط والغاز Enhanced والعلوم الكونية والاقتصاد السياسي، وشارك بوصفه منسقًا لمجموعات استكشافية جيولوجية في اكتشاف ما يزيد على 16 حقلًا نفطيًا حول العالم، كما نشر ما يزيد على مئة بحث علمي في أهم الحوليات العلمية الدولية المختصة، وأصدر أيضًا ما يزيد على اثني عشر كتابًا علميًا في العلوم والتكنولوجيا النفطية وفي الاقتصاد السياسي وقضايا التنمية منها هذا الكتاب وكتاب "إرهاصات التنمية والثورات المجهضة في العالم العربي"، ترجمهما المركز العربي عن اللغة الفرنسية.

المساهمون