"ملتقى العلوم الإنسانية والاجتماعية" في بن عروس.. استعادة المنصف ونّاس

اليوم الجمعة، تمرُّ سنتان على رحيل الأكاديمي وعالم الاجتماع التونسي المنصف ونّاس (1956 - 2020)، متأثّراً بإصابته بفيروس كوفيد 19، بعد حياة كرّسها للتدريس في عددٍ من الجامعات والمعاهد التونسية والعربية، والتأليف في مجالَي السياسة والاجتماع.

تستعيد "المكتبة المغاربية" و"جمعية أحبّاء المكتبة والكتّاب" في مدينة بن عروس (شمال) صاحبَ كتاب "الدولة والمسألة الثقافية في المغرب العربي" (1996) من خلال ملتقى للعلوم الاجتماعية والإنسانية يحمل اسمه، وتُقام دورتُه الأُولى في المكتبة يومَي التاسع والعاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

يتضمّن الملتقى ندوةً علميةً بعنوان "مقاربة مشروع المنصف ونّاس الثقافي والسياسي والاجتماعي والتربوي للمجتمع العربي: قراءة استشرافيّة"، تُنظَّم بالتعاون مع "مركز الدراسات والبحوث الاقتصاديّة والاجتماعية" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بمشاركة باحثين من تونس والجزائر والمغرب وليبيا وسورية وعُمان.

وتتوزّع أوراق الندوة بين أربعة محاور؛ هي: "قراءة في فكره السياسي للمجتمع العربي: الديمقراطية والمجتمع المدني والاستبداد"، و"قراءة في فكره الثقافي للمجتمع العربي: الهوية واللّغة والوحدة الثقافية والمغاربية"، و"قراءة في فكره الاجتماعي للمجتمع العربي: الاقتصاد التضامُني"، و"قراءةٌ في مشروعه العربي: السوسيولوجي والتربوي"، إضافةً إلى محور أخير يتضمّن شهادات عنه.

حصل ونّاس على دكتوراه في علم الاجتماع من "كلّية العلوم الإنسانية والاجتماعية" بـ"جامعة تونس" العاصمة، والتي عمل فيها، لسنوات طويلة، أستاذاً في مادّتَي علم الاجتماع الثقافي وعلم الاجتماع السياسي، وترأّس قسم علم الاجتماع فيها، كما عمل مديراً عاماً لـ"مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية" وأستاذاً زائراً في عدّة جامعات عربية.

ألّف المنصف ونّاس عدّة أعمال في علم الاجتماع الثقافي والسياسي والأنثروبولوجيا، ركّز فيها على تحليل الديناميكيات السياسية والاجتماعية في البلدان المغاربية، إضافةً إلى سوسيولوجيا الدولة والمجتمع المدني والنُّخَب الثقافية والسياسية والاقتصادية.

ومن بين مؤلّفاته تلك: "منطلقات وتوجُّهات التجربة المسرحية في تونس: مشروع استقراء سوسيو ثقافي للظاهرة المسرحية" (1985)، و"الدولة والمسألة الثقافية في الجزائر: دراسة في التغيير الثقافي والاجتماعي" (1986)، و"الدولة والمسألة الثقافية في تونس" (1988)، و"المشاركة السياسية في المغرب العربي: محاولة تفكيكية في النصوص السياسية" (1990)، و"الخطاب العربي: الحدود والتناقضات" (1992)، و"ثورة الصورة: المشهد الإعلامي وفضاء الواقع" (2008)، و"الشخصية التونسية: محاولة في فهم الشخصية العربية" (2010)، و"الشخصية الليبية: ثالوث الغنيمة والقبيلة والغلبة" (2014)، و"ليبيا التي رأيت، ليبيا التي أرى: محنة بلد" (2017).

آداب وفنون

التحديثات الحية

فاتن الرويسي.. رسائل التونسيين الراهنة