مكتبة "التخطيط الفلسطيني": تدمير صهيوني للمرة الثانية

04 مارس 2024
آثار القصف الإسرائيلي على دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني في غزّة
+ الخط -

في العام 1968، تأسّس "مركز التخطيط الفلسطيني" في بيروت كأحد مشاريع "منظّمة التحرير الفلسطينية" التي تُعنى بالدراسات والبحوث والمعلومات الخاصة بقضية فلسطين وما يمت لها بصلة، من أجل المساهمة في مجال التخطيط للسياسات وعمليات اتخاذ القرار.

أدّى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، لتدميره واستشهاد وجرح عدد من العاملين فيه، ليعاد تأسيسه في تونس عام 1985، ثم تم نقله عام 1994 إلى مدينة غزة، باسم "دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني" ليواصل إصدار العديد من الدراسات والبحوث إضافة إلى مجلة دورية. كما توجد في المركز مكتبة وأرشيف متخصصان مفتوحان أمام الباحثين.

تعرضت "دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني" لتدمير صهيوني جديد إثر قصف مقرها الموجود في برج نعمة بشارع الوحدة بمدينة غزة بالصواريخ وتسويته كاملاً بالأرض، أول أمس السبت، في ظل تواصل جرائم الاحتلال كجزء من حرب الإبادة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تحتوي مكتبة المركز على 60 ألف عنوان تؤرخ للصراع العربي - الإسرائيلي منذ مئة عام

ونشرت وزارة الثقافة الفلسطينية على صفحاتها في وسائط التواصل الاجتماعي صور المبنى بعد تدميره، موضّحة أنه توجد فيه مكتبة مركز التخطيط، التي تحتوي على 60 ألف عنوان من الوثائق والكتب والدوريات التي تؤرخ للصراع العربي - الإسرائيلي منذ مئة عام. 

وأوضح رئيس "دائرة العمل والتخطيط" أحمد مجدلاني في تصريحات سابقة، أن "هذه المكتبة هي الجزء اليسير الذي نجا من تدمير الطائرات الإسرائيلية لمكتبة المركز أثناء اجتياح بيروت عام 1982، حيث تم إحضار ما تبقى منها من تونس عام 1994 إلى قطاع غزة".

وأضاف أن "هذا العدوان الهمجي والبشع المتواصل ضد أهلنا في غزة، وضد كافة المؤسسات الوطنية بهدف تدميرها والقضاء على كافة مقومات الحياة في القطاع، وأن هدف الاحتلال من وراء التدمير هو طمس التراث الفكري والبحثي الفلسطيني لإخفاء ما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب بحق الإنسان الفلسطيني".

وتابع أن "المكتبة تعتبر وجهة الباحثين وطلاب الدراسات العليا من كافة الجامعات الفلسطينية والطلاب العرب المهتمين بالقضية الفلسطينية، كما أنها تحتوي على قاعة مجهزة بكافة التقنيات الحديثة لعمل المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية".

يُذكر أن المكتبة التي استهدفت لأكثر من مرة خلال العدوان الإسرائيلي الجاري، تحتوي مواد ورقية باللغات العربية، والإنكليزية والفرنسية والعبرية، ومواد رقمية تشمل عناوين سياسية واقتصادية وثقافية مفهرسة آلياً.
 

المساهمون