في عام 2021، أصدرت "مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة " كتاب "مفهمة فلسطين الحديثة: نماذج من المعرفة التحررية"، الذي شارك في إعداده سبعة باحثين، في إطار نقد مشروع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني والتحوُّل الذي أصاب مشروع التحرّر الوطني الفلسطيني، على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية. وقد ضمّ الكتاب دراسات متنوعّة حول عدّة عناصر من الكلاسيكيات الكبرى للهوية الوطنية الفلسطينية.
يشتمل كتاب "مفهمة فلسطين الحديثة: نماذج من المعرفة التحررية (2)"، الذي صدر عن المؤسّسة نفسها وبالتعاون مع "جامعة بيرزيت"، قبيل العدوان الإسرائيلي على غزّة، على تسع دراسات أكاديمية تستفيض في البحث في عناصر الهوية الوطنية الفلسطينية أرضاً وناساً وحكاية.
الكتاب، الذي أشرف عليه وحرّره وقدّم له عبد الرحيم الشيخ، أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافة في "جامعة بيرزيت"، شارك فيه تسعة باحثين توزّعت مقالاتهم بين ثلاثة أقسام هي: فلسطين المخيالية، وفلسطين الميدانية، وفلسطين الثقافية.
يناقش القسم الأول مفهمة فلسطين دينياً، من خلال استنطاق مستويات التفاعل بين مكوِّنات المخيال الديني في اليهودية والمسيحية والإسلام، ودراسة النص الديني، والتجربة التاريخية، والخطاب السياسي. واشتمل هذا القسم على دراسة بعنوان "معاداة السامية ونسختها المعاصرة: اليهودي عدوّاً لفلسطين الصهيونية" لعروبة عثمان، و"فلسطين كمفارقة أخلاقية بين المسيحية الشرقية والغربية" لنتالي سلامة، و"فلسطين في المخيال الإسلامي" لمحمد الشربيني.
أمّا القسم الثاني، فيحاول إعادة الاعتبار لمفهمة فلسطين ميثاقياً، وذلك من خلال المزاوجة بين ثلاث لحظات تتعلّق بالتأسيس والتأويل والاستعادة لمعاني فلسطين الميثاق عبر دراسة نماذج للمقاومة التضامنية والمنظّمة والفردية. اشتمل هذا القسم على دراسة بعنوان "التضامن مع فلسطين: الأسود والأبيض والرمادي" لعبد الرحمن الشيخ، و"حزيران/ يونيو 1967 - أيلول/ سبتمبر 1970) لبلال محمد شلش، و"بعد انتفاضة الأقصى 2000" لياسمين قعدان.
أمّا القسم الثالث، الذي حمل عنوان "فلسطين الثقافة"، فقد ضمّ مقالات "الذاكرة السوية والإعلام في فلسطين (1908 - 2008)" لرولا سرحان، و"العسكري 'الإسرائيلي" لسهيلة عبد اللطيف، و"الجسد الفلسطيني: بين الاستعمار والإستشراق" لمنتهى عابد. ويتحرّى هذا الجزء مفهمة فلسطين ثقافياً عبر ثلاثة أنماط من الخطابات الإعلامية والأدبية والاجتماعية، وذلك للإضاءة على مفهمة "فلسطين الجديدة" خلال ربع القرن الأخير من تاريخ فلسطين.
تشكل مقالات الكتاب خطوة من داخل فلسطين المحتلّة على طريق مفهمة فلسطين الحديثة من خلال مداخل حقلية ومنهجية متعدّدة تقارب فلسطين المذرَّرة جغرافياً وديموغرافياً والمتعدّدة ثقافياً، بأدوات تراعي، حسب القائمين عليه، أصلية المواد في قيد البحث وأصلانية مناهج الباحثين التي تراوح بين دراسات ما بعد الاستعمار، والدراسات الأصلانية، والبحث المحارب.