مع غزّة: إبراهيم نجم

27 اغسطس 2024
إبراهيم نجم (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تأثير العدوان على غزة:** العدوان على غزة كشف الظلم المستمر على الفلسطينيين وأثر على الحياة اليومية والإبداعية للعازف الفلسطيني، مما جعلها مرهقة.
- **دور العمل الإبداعي:** العمل الإبداعي يوثق الأحداث ويعبر عن الواقع، رغم أن مموّلي الثقافة الفلسطينية يدعمون العدوان الآن، مما أثر على المؤسسات الثقافية.
- **رسائل وأمنيات:** العازف يتمنى السلام ويود لقاء شخصيات إبداعية مقاومة، ويوجه رسالة حب ودعم لأطفال فلسطين، مؤكداً على أهمية الاستماع لغزة.

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء. "غزّة دائماً من يقول كلمتنا للعالم"، يقول العازف والملحّن الفلسطيني لـ"العربي الجديد". 


■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- في اللغة العربية يشيع استخدام كلمة "الهاجس" للأفكار والصور التي تتخاطر في ذهن الإنسان بسبب القلق والخوف والحيرة. كفلسطيني، ما انفككت من العيش بين الهاجس والانتظار، لا أعرف أيهما أسوأ وقعاً، بالأخص على وقع ما يجري من عدوان على الفطرة الإنسانية، انطلاقاً من غزة. ولعلّ العجز وأسبابه والبحث عن الخلاص منه أهم تلك الهواجس... يشغلني "هاجسٌ عاجز". 


■ كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟

- لا أظنّها مبالغة حين يُقال إنّ غزّة قد عرّت العالم. شهادتي الإنسانية والموضوعية أن العدوان بكل أشكاله يُمارس على الشعب الفلسطيني من قبل أن أولد أنا بكثير. حياتي اليومية نسفها العدوان معنوياً ومادياً وجعلها مُرهقة، فلا بديل لي عن الإبداع في جعلها حياة، وإن لم تكن يومية الإبداع. 


■ إلى أي درجة تشعر أن العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟

- بشكل عام، إن أي عمل فنّي إبداعي لن يُوقف حرب الإبادة، في أحسن الأحوال سيوثقها ويتحدث عنها، وهذا أضعف الإيمان. فلسطينياً وبشكل خاص، مموّلو القطاع الثقافي والإبداعي منذ أوسلو - من اتحاد أوروبي وأميركي - هم الآن أنفسهم من يُموّلون ويدعمون هذه الحرب! قبل ما بات يُعرف بجائحة كورونا بفترة وجيزة، أخذ المموّل الغربي خطوات متسارعة في سحب هذه التمويلات بطرق مختلفة، وكان أشهرها " الدعم المشروط" الذي بدوره جعل المؤسسة الثقافية غير الرسمية تنقلب على مبدعيها وكوادرها لتستفيق "وكأنه فجأة" على بوصلة لا تشير إلا لجهة "الغرب"، وكأن العمل الإبداعي أصبح يقتصر على توفير راتب آخر الشهر. 

مموّلو القطاع الثقافي هم أنفسهم من يُموّلون العدوان الآن 


■ لو قيّض لك البدء من جديد، هل ستختار المجال الإبداعي أو مجالاً آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟

- كنت سأختار إحدى المهن الحِرفية اليدوية، كأن أملك مهارة بناء منزلي والاستمتاع بصيانته وتوسعته كلما زاد عدد من نحب. 


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- أريد لهذا العالم بهذه النسخة أن ينتهي... أن ينتهي بسلام. 


■ شخصية إبداعية مقاوِمة من الماضي تودّ لقاءها، وماذا ستقول لها؟
 
- أودّ أن أقابل كل من رحل عن هذه الدنيا غدراً واغتيالاً، أعتقد أن كل مبدع مقاوم يتم اغتياله معنوياً من مجتمعه أولاً، فهو من يقول لشعبه إنه واهم وإن هناك من يسرق وعيه ويبدّله! وإن نجا من مجتمعه كان مصيره الاغتيال. ولربما الأحب إلى قلبي منذ طفولتي هو ناجي العلي، وهو الذي دفع حياته ثمن تحذيره لنا بأن الذئب قد يأتي على هيئة الراعي. فإن قيّض لي لقاؤه فسأكون بالضرورة معه في عالم الغيب رحمة الله علينا، لكن من دون فذلكات سأقول له بلهجتنا الفلسطينية: "كفّيت ووفّيت حبيبنا أبو خالد".


■ كلمة تقولها للناس في غزّة؟

- قبل أن يتوفى أبي في بيت لحم، وُلِدَ في غزّة أثناء رحلة نزوح والديه. ولمجرّد أن كُتب في شهادة ميلاده مكان الولادة في غزّة، كان يواجه إجراءات مُعقَّدة ليسافر أو ليعمل. هناك سِر في غزّة وناسها يجعلهم دائماً هم من يقولون كلمتهم لنا وللعالم. 


■ كلمة تقولها للإنسان العربي في كلّ مكان؟

- الكلمة لست أنا من يقولها، وإنما غزّة، لكل إنسان هناك كلمة خاصة له، وإن كنت سأقول شيئاً فهو استمعوا جيداً لما تقوله غزّة، لعلّها تستطيع أن تُحيي ما قد تم قتله فينا وفي آبائنا من قبلنا. 


■ حين سُئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي"... ماذا تقول لدارين ولأطفال فلسطين؟

- "عزيزتي، أنا من الناس إلي بحبوا دارين وبحب أكون من عالم دارين. لهيك عم بجاوب على هذا الطلب هون، يمكن أسهل وأصدق بالنسبة إلي إنو أعتذر وأحكيلك شو ممكن أحكيلك قدام شو واجهتي وشفتي! بس جد بحبك، وانا اتعلمت منك إنو الحب بدو قوة، وقوة الحب إنو نعطيه ونطلبه...  وإن شاء الله نتقابل في غزة وكل فلسطين وهي حرة وحلوة متلك".


بطاقة 

ملحّن وعازف عود فلسطيني من مواليد عام 1983، ولد في نابلس لعائلة لاجئة من يافا، نشأ في بيت ساحور ويقيم في رام الله. شارك بالتأسيس والإدارة والعزف مع عدة فرق ومشاريع موسيقية فلسطينية من أبرزها فرقة "الإنس والجام". من أعماله: أغنية "صوتك" من ألبوم نقش 2013، "اغضب"، غناء الفنانة ريم تلحمي 2014، "كنا أنا وأنتي" من ألبوم حزريّة 2014، "مالو"، غناء الفنانة نور فريتخ 2015، "حدود"، غناء الفنانة ريم المالكي 2016، "تراللي"، فرقة الإنس والجام 2017، "ورثة"، فرقة يلالان 2018، "لقيوني عالشط"، الإنس والجام 2018، " إنّا معكم"، الإنس والجام 2020، "جد"، الإنس والجام 2020، "لو تضربي"، الإنس والجام 2024.

مع غزة
التحديثات الحية
المساهمون