"معرض مدينة تونس للكتاب": بحثاً عن القرّاء في شارع بورقيبة

20 ديسمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

بعد أن كان مقرَّراً إقامة دورته الرابعة في تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، جرى تأجيل "المعرض الوطني للكتاب التونسي" إلى كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، ثمّ - وضمن اتفاق بين وزارة الثقافة و"اتحاد الناشرين التونسيّين"، الذي صرّح ممثّلوه في وقت سابق بمقاطعَته التظاهُرةَ - أُعلن مجدّداً عن تأجيل الدورة إلى شباط/ فبراير من العام المقبل.

وبينما يغيب المعرض المخصَّص للكتاب المحلّي، انطلقَت في "شارع الحبيب بورقيبة" بتونس العاصمة، يوم الخميس الماضي، فعاليات الدورة الحادية عشرة من "معرض مدينة تونس للكتاب"، والتي تتواصَل حتى الثامن من كانون الثاني/ يناير المقبل، بمشاركة قرابة ثمانين دار نشر من تونس وخارجها، تحضر بحوالي خمسين ألف عنوان.

تقع التظاهُرة في منطقةٍ وُسطى بين "معرض الكتاب التونسي" و"المعرض الدولي للكتاب"؛ فهي لا تقتصر على الإصدارات المحلّية مثل الأوّل، لكنّها أقلّ اتّساعاً مِن الثاني، لناحية عددِ دُور النشر المشاركة والكتب المعروضة والبرنامج الثقافي المُرافق. ويُمكن القول إنّها مساحةٌ إضافية للوصول إلى القرّاء، و"دعم حضور الكتاب في المكتبات العمومية والشخصية ومكتبات المؤسَّسات التعليمية"، بتعبير المنظّمين الذين ذكّروا، في مؤتمر صحافي عقدوه بـ"دار الثقافة ابن خلدون" في تونس العاصمة قبل أيّام، بمؤشّراتٍ تُفيد بضعف الإقبال على الكِتاب، وبأنّ عشرةً في المئة فقط من مدارس البلاد تتوفّر على مكتبات.

وبهدف "انفتاح المكتبات والكتّاب على الشارع والقرّاء، والترغيب في الكتب، لا سيما بين الناشئة"، يجري تنظيمُ المعرض في شارعٍ حيوي بمدينة تونس بالتزامُن مع العطلة الشتوية؛ حيث خُصّصت له خيمةٌ لعرض الكتب، وثانيةٌ لعقد اللقاءات الأدبية والفكرية، وتوقيع الإصدارات الجديدة، وتنظيم الورشات التدريبية في الرسم والصورة والفسيفساء والخطّ العربي، كما أعلن المنظّمون عن تخفيضات في أسعار الكتب تصل إلى خمسين بالمئة.

عشرةٌ في المئة فقط من المدارس في تونس تتوفّر على مكتبات

ومن المواضيع التي تتناولها ندوات المعرض: "العلاقة بين المؤسَّسات الاقتصادية والمنظَّمات الداعمة للفعل الثقافي"، و"تحوُّلات عالم النشر"، و"تحدّيات الإبداع لدى ذوي الحاجيات الخاصّة"، و"واقع النوادي الثقافية وآفاقها"، و"التراث في مدينة تونس"، و"العمل الثقافي في مجال التراث المادي واللامادي وعلاقاته بالتكنولوجيات الحديثة".

يُذكَر أنّ "معرض تونس الدولي للكتاب" غاب هو الآخر هذا العام. فبعد أن نُظّمت دورته السادسةُ والثلاثون في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 إثر انقطاع بسبب انتشار جائحة كورونا، أعلنَت وزارة الثقافة التونسية أنَّ الدورة السابعة والثلاثين ستُقام في نيسان/ إبريل 2023، مُبرّرةً ذلك بإعادة التظاهُرة إلى موعدها المعتاد كلَّ سنة. وفي نهاية الشهر الماضي، أعلنَت الوزارة عن تكليف الأكاديمية والباحثة زهية جويرو، التي تُدير حالياً "معهد تونس للترجمة"، برئاسة لجنة تنظيم الدورة المقبلة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون