"مشايخ العجم في القاهرة": تاريخ وهجرات وعمارة

04 يناير 2023
فتى مصري ينظر إلى جانب من القاهرة التاريخية حيث مسجد ومدرسة السلطان حسن (Getty)
+ الخط -

لا يُمكنُ البحث في تاريخ القاهرة العُمراني، بوصفها حاضرة إسلامية مركزية، من غير النظر إلى حركة الهجرات التي قصدتها، وهذه الأخيرة متعدّدة الأغراض، كذلك فإنها حدثت على مراحل طويلة ومختلفة.

وقد حمل بعض هذه الهجرات طابعاً فردياً، وشيءٌ منها جاء بدوافع طلب العِلم، أو كجزء من سياحة المتصوّفة في العالم الإسلامي. إلّا أنّ أثر هذه الحركة، أياً كانت، سيبقى ملحوظاً، وخاصة على العمران التاريخي للعاصمة المصرية.

"مشايخ العجم في القاهرة"، عنوان المحاضرة التي يقدّمها الباحث محمد قدري في "بيت المعمار المصري"، عند السادسة من مساء السبت (14 كانون الثاني/ يناير الجاري)، بتنسيق من "منظّمة خزانة"؛ بهدف تسليط الضوء على أبرز الأعاجم (الذين ينتمون إلى هضبة فارس وما حولها)، الذين قصدوا القاهرة.  

ورغم أن المدينة قد تعرّضت لموجات هجرة كثيرة عبر تاريخها، وأنها ظلّت مقصداً دورياً لمختلف الطبقات، إلّا أنّ الاختيار وقع على هذه الفئة بالذات (الأعاجم)، بسبب عامِلَين: فمن جهة تتكثّف في حركة هؤلاء، التي استمرّت من فترة الحُكم الفاطمي وطوال المرحلة المملوكية، أحداثٌ تاريخية وانقلابات سياسية عديدة.

ومن جهة ثانية، يرجع إليهم إرثٌ عمراني ما زال شاهداً إلى اليوم، وذلك من خلال الخانقاوات والزوايا والتكايا التي عاشوا فيها، أو حتى بعض الشوارع التي تحمل أسماءهم.

وقد جاء هؤلاء من مُدنٍ مختلفة من هضبة فارس وبلدان أُخرى في آسيا الوسطى، مثل: كوران، وأصفهان، وتبريز، وتستر، وطوس، وخبوشان، وبُخارى، ونيسابور، وسمرقند، وأذربيجان، وغيرها.

ومن الأسماء التي تبحث المحاضرة في سِيَرها: شهاب الدين الطوسي، وخضر الكردي، والجلشني الآذري، وشاهين الخلوتي، وحسن التستري، والخبوشاني النيسابوري، وعلي الأويراتي، ويوسف العجمي الكوراني، وزين الدين يوسف الكردي، وحسن الرومي.

يُشار إلى أنّ المحاضرة جزءٌ من سلسلة تنظّمها "خزانة"، خلال الشهر الأوّل من العام، وتهدف إلى إضاءة حركة العمارة والهجرات في تاريخ القاهرة.

المساهمون