تسبّب الزلزال الذي ضرب جنوبي المغرب في الثامن من أيلول/ سبتمبر الماضي في انهيار أو تضرُّر عددٍ كبير من المباني الأثرية والتاريخية. وكانت مدينةُ مرّاكش الأكثرَ تضرُّراً في هذا المجال؛ لكونها تضمّ عدداً كبيراً من المعالم الأثرية داخل المدينة القديمة التي شُيّدت في القرن الثاني عشر الميلادي.
من بين المعالم المتضرّرة من الزلزال، الذي بلغت قوّتُه 6.8 درجة، أسوار مرّاكش التاريخية، وهي مجموعةٌ من الأسوار الدفاعية التي تُحيط بالمدينة القديمة المُدرَجة على قائمة "يونسكو" للتراث العالمي، وأيضاً مئذنة "جامع الكتبية" التاريخي بالقرب من ساحة الفنا.
قبل أيّام، شُرع في إعادة افتتاح عددٍ من تلك المباني. كانت البداية بـ"متحف التراث اللامادي" في "جامع الفنا"، والذي افتُتح مُجدَّداً أمام الزوّار، الأحد الماضي، بعد فترة إغلاق خضع خلالها لأعمال إصلاح وتدعيم بحسب ما أعلنته "المؤسَّسة الوطنية للمتاحف". وأوّل أمس الإثنين، أعادت وزارة الشباب والثقافة والتواصُل افتتاح قصرَي "الباهية" و"البديع" و"قبور السعديّين" و"القبّة المرابطية" و"حدائق المنارة" أمام الزوّار.
وقال وزير الثقافة، محمد المهدي بنسعيد، إنّ وزارته وضعت برنامجاً استعجالياً لترميم المعالم التي تضرّرت بفعل الزلزال في "المدينة الحمراء"، وإعادة افتتاحها، وإنّه جرى العمل، في مرحلة أُولى، على تأمين هذه المعالم بسرعة كبيرة، مُضيفاً أنّ مرحلة الترميم ستبدأ في غضون الأسابيع المُقبلة وستتطلّب وقتاً ويداً عاملة متخصّصة في الإصلاح الفنّي.
وتُشكّل المعالم الأثرية مصدراً للدخل الاقتصادي في مرّاكش. وبحسب الوزارة، فقد استقبلت هذه المعالم أكثر من ستّة آلاف زائر منذ الأحد الماضي.
من جهة أُخرى، قال مسؤولون محلّيون إنّ وازرتَي الثقافة والأوقاف والشؤون الإسلامية بدأتا العمل على إعداد دراسات لترميم "المسجد الأعظم" في مدينة تينمل التاريخية (100 كلم جنوب شرق مدينة مرّاكش)، والذي كان الأكثر تضرّراً من الزلزال، حيث تداعت جدرانه وانهارت مئذنته بشكل جزئي.