محمود التميمي.. ذاكرة القاهرة في مئة عام

03 يوليو 2022
القاهرة عام 1930 (Getty)
+ الخط -

في السادس من تموز/ يوليو عام 969 م، وضع القائد الفاطمي جوهر الصقلّي حجر الأساس لبناء مدينة القاهرة التي تعدّ رابع مدينة يبنيها المسلمون بعد دخولهم مصر، وكان أولها الفسطاط زمن عمرو بن العاص، ثم انتقل مركز الحكم إلى مدينة العسكر في العهد العباسي، قبل أن ينشئ أحمد بن طولون مدينة القطائع.

أكثر من ألف عام مرّت على بناء المدينة، حيث اختار الفاطميون منطقة تقع في الشمال الشرقي من القطائع، لم يكن بها سوى بستان الإخشيد ودير العظام إلى جانب حصن صغير، ليبنوا القصر الكبير الذي كان قد اتخذه المعز لدين الله مقرّاً للسلطة، ثم بنوا أحاطوا بالقاهرة أسواراً تضمّ عدّة بوابات.

ضمن الاحتفالات بتأسيس القاهرة التي تحتصن تظاهرة "عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي" خلال العام الجاري، ينظّم "بيت المعمار المصري"، عند السادسة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء، محاضرة بعنوان "أرواح المدينة" للكاتب محمود التميمي، يكمل فيها ما ابتدأه في محاضرة سابقة أُقيمت نهاية الشهر الماضي.

يعود المحاضِر إلى أرشيف الصحافة المصرية خلال المئة عام الأخيرة، ويضيء العديد من الطقوس والشخصيات والروايات الشعبية القاهرية، ومنه يوم الوفاء للنيل الذي ظلّ المصريون يحتفلون به على امتداد آلاف السنين، ولم يتمكّن المماليك من محوه من الذاكرة الشعبية كما فعلوا مع مواسم أخرى، بل إن الولاة على مرّ العصور الإسلامية كانوا يخرجون في موكب رسمي ويطوفون القاهرة خلال ذلك اليوم.

ويقف التميمي في المحاضرة، التي يُرافقها بعض الأغاني القاهرية التي يؤديها الفنان وائل الفشني، عند أحداث بارزة في تاريخ القاهرة المعاصر، مثل تدشين تمثال "نهضة مصر" للفنان محمود مختار عام 1928، والذي شهد طرائف عديدة مع الإخفاق في محاولة إزاحة الستار عنه التي استمرت ساعات.

أما بناء كورنيش النيل في خمسينيات القرن الماضي، فاعتُبر حدثاً وطنياً كون ضفة النهر كانت مملوكة في معظم مناطق القاهرة من السفارات العربية التي تمّ نقلها من أجل إنشاء ممر مخصّص للمشاة، جرى توسعته وتطويره على مدار السنوات الماضية.

يُذكر أن المحاضرة جزء من مشروع بعنوان "القاهرة عنواني"، يسعى من خلاله التميمي إلى إعادة سرد تاريخ العاصمة المصرية في مزج بين السياسة والثقاقة والمجتمع، والكشف عن وقائع حصلت في الكواليس ترتبط بتواريخ مهمة لدى القاهريين.

المساهمون