ماغانبهاي باتيل.. ألبوم للمهاجرين في بريطانيا

26 مارس 2022
طفلة لعائلة مهاجرة، 1980 (من المعرض)
+ الخط -

في عام 1951، وصل ماغانبهاي باتيل، المعروف بـ ماسترجي، إلى مدينة كوفنتري البريطانية قادماً من جنوب ولاية غوجارات الهندية، في فترة شهدت خلالها أوروبا موجة هجرة كبيرة، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لحاجتها الماسّة إلى العمّال في إعادة إعمار المدن. التحق ماسترجي حينها بمصنع "جنرال إلكتريك"، وبدأ العمل في الوقت نفسه كمصور فوتوغرافي.

التقط الصور للأعراس والمناسبات الاجتماعية في مجتمع المهاجرين من الهند وباكستان وبنغلادش، بكاميرا اشتراها من مدّخراته لشهور عدّة، من موديل "كوداك براوني"، بعدستها البسيطة وعدم احتوائها على أي تقنيات لضبط الإضاءة. تضمّنت معظم صوره حينها أجواء عائلية أو مشاهد الآسيويين الباحثين عن العمل بشكل أساسي.

حتى الثاني والعشرين من أيار/ مايو المقبل، يتواصل معرض "من خلال عدسة ماسترجي" الذي افتُتح في "غاليري كومبتون فيرني للفنون" بمقاطعة وركشير الإنكليزية في الثاني عشر من الشهر الماضي، ويضيء تجربة المصوّر الهندي (1924 ـ  2018).

تكشف صوره التحوّلات التي عاشها اللاجئون في مدينة كوفنتري

يضمّ المعرض عشرات الصور، ومعظمها بالأبيض والأسود، التي تضيء تاريخ الهجرة في بريطانيا على مدار ما يقارب السبعة عقود، حيث تكشف التحوّلات التي عاشها اللاجئون على صعيد أماكن سكنهم وطرق عيشهم وتعاملهم مع المكان واندماجهم في ثقافته وافتراقهم عنها أيضاً، كما يوضّح التمييز العنصري الذي واجهه الكثير منهم.

وتمّ اختيار الأعمال المعروضة بالتنسيق مع الفنّانة تارلا باتيل، المسؤولة عن أرشيف والدها ماسترجي، والتي تستعيد سيرته من خلال الفصل بين الصور التي التُقطت قبل إنشائه الاستوديو الخاص به عام 1969 وبعده، سواء في ما يتعلّق بموضوعاتها وشخصياتها أو بتطوّرها التقني.

كان ماسترجي شغوفاً بتصوير أفراد عائلته في مراحل مختلفة من حياتهم، كما تُظهر الألبومات التي احتفظ بها. وركّز، إضافة إلى هذا، على تنوّع السلوكيات والأفعال للأشخاص الذين صوّرهم، في تعمّد واضح لتسجيل لحظات احتسائهم فناجين القهوة خلال استراحات العمل، أو تصويرهم في البيت والحديقة والشارع والمقهى. كما يحضر العديد من البورتريهات لنساء آسيويات وهنّ يقمن بالأشغال المنزلية وتربية أولادهنّ ويعملن في المصانع أيضاً، إضافة إلى صور كانت تُلتقط خصّيصاً لإرسالها إلى الأهل في الوطن، وثُبّتت على بعضها تعليقاتٌ لماسترجي حول السياق الذي التُقطت فيه.

يشتمل المعرض أيضاً على الخلفيات التي كان يستخدمها ماسترجي في الاستوديو، ومعدّات التصوير ودعائم الإضاءة، ونسخ من الكتاب الذي أصدره عام 2017 وعُنون باسمه ويضمّ ستّاً وستّين صورة. ويوضّح المنظّمون الدور الذي لعبته زوجته رامابين، حيث كانت تساعده في التصوير وعمليات التحميض والمونتاج التي تعلّمتها منه، وكذلك في التعامل مع الناس واجتذابهم كزبائن.

ما يزيد من قيمة الصور المعروضة أنها تتجاور مع تسجيلات ومقابلات شفوية أُجريت مع بعض أصحابها، الذين تجاوز بعضهم التسعين عاماً، للحديث عن حياتهم في المهجر وذكرياتهم في العمل والعلاقات الاجتماعية وأنشطتهم الفنّية والموسيقية، وغيرها من القضايا التي تشكّل تاريخاً لمدينة كوفنتري مختلفاً عنه في نظر سكّانها الأصليين.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون