مارينا إسكولانو.. اكتشاف نص هيروغليفي فلسفي

إنّها قصّة ناسخ مصري قام بإنشاء نصٍّ يسأل نفسه عمّا إذا كانت الحياة تستحق حقاً العيش، ولكنّها أيضاً قصة باحثة شغوفة بمصر القديمة، بدأت بتعلم قراءة حروفها الهيروغليفية في سن الثالثة عشرة، وهي الآن بعد 4000 عام تتمكّن من توحيد الأجزاء المختلفة والمتناثرة لإحدى تلك الكتابات وفك شيفرتها.

اكتشفت عالمة المصريات الإسبانية مارينا إسكولانو بوفيدا أنَّ بعض الشرائط الصغيرة من الرق، والمحفوظة في "المتحف الإنجيلي في مايوركا" هي العنوان الذي كان مفقوداً من نص "مناظرة بين الإنسان وروحه"؛ والذي يعدُّ من أبرز النصوص الفلسفية الأولى التي تم العثور عليها، حتّى قبل أن يكون قد استخدم مصطلح الفلسفة في اليونان القديمة.

يشكّل النص وثيقة تاريخية ذات قيمة كبيرة، ذلك أن نص المناظرة محفوظ في "المتحف المصري" ببرلين، ويعتبر من أهمّ البرديات المصرية في العالم.

وتسعى الباحثة الإسبانية إلى الحصول على تمويل لربط الأجزاء الصغيرة بورق البردي الأصلي، وضمان حفظها بشكل صحيح، واستكمال دراستها لإعادتها لاحقاً إلى "متحف مايوركا"، مما يعني إغلاق اللغز التاريخي حول ذلك النص الهام.

ويسلّط الاكتشاف الذي توصّلت إليه الباحثة مارينا بوفيدا، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم المصريات من "جامعة جونز هوبكنز" في الولايات المتحدة، الضوءَ على لغز محاط بالكتابة الهيروغليفية، لأن الأجزاء المايوركية تكتمل وتعطي معنى للكتابة في برلين، والتي تم اكتشافها الآن، وتتضمن أحد تلك الأسئلة التي طالما طرحها البشر على أنفسهم، والموجودة أيضاً في مسرح شكسبير "أكون أو لا أكون"، أو في فكرة انتحار كامو: أيهما أفضل أن تكون حياً أم عدم الوجود؟

"إنه اكتشاف مهمّ للغاية لأنّه يذكرنا مرّة أخرى أنَّ الحضارة الغربية أتت أيضاً من بلاد ما بين النهرين، ومن مصر القديمة، مما يؤكد على أهمية المكوّن الثقافي للشرق في تاريخنا وحضارتنا"، تقول الباحثة الإسبانية.

آداب وفنون

التحديثات الحية

"الهيروغليفية في القرن الحادي والعشرين": تاريخ علم المصريات وحاضره