مارك سميث.. عودة إلى الحسن بن الهيثم

11 يناير 2023
جاسم محمد/ العراق
+ الخط -

في 7 شباط/ فبراير عام 1999 أُطلِق على إحدى الفجوات البركانية الموجودة على سطح القمر، اسمُ العالِم الشهير الحسن بن الهيثم الذي عاش في القرن الرابع للهجرة (965 – 1040 للميلاد). لا يُمكنُ النظر إلى هذا الحدث باستغراب، بحكم أنّ صاحب "المناظر" (وهو عنوان الكتاب الذي وضعه في علم البصريات، واستغرق وضعُه قرابة عشر سنين)، ما زالت آثاره حيّة إلى اليوم في أروقة الأكاديميا الغربية.
 
من جهة أُخرى، لم يكن ابن الهيثم يقدّم مساهمة عربية إسلامية في إثراء نظرية الرؤية فحسب، بل يعدُّ المُثبِت الفعلي للقول بأنّ عملية الإبصار تتمُّ وفقاً لنظرية الولوج التي قال بها أرسطو وأتباعه، والتي تفترض دخول الضوء إلى العين فيزيائياً، وليس العكس، أي أنّ أشعة الضوء هي ما تنبعث من العين.

"تحليل ابن الهيثم لوَهم القمر: دراسة في الاكتساب، والاستيعاب، والتجديد"، عنوان الحلقة الدراسية التي ينظّمها "مركز بيسان للبحوث والإنماء" في رام الله، عند السابعة من مساء اليوم (بتوقيت القدس المحتلّة)، ويُحاضر فيها الباحث الأميركي مارك سميث.

ينظر سميث إلى ابن الهيثم بوصفه مفكّراً من ذوي الإبداع الثوري في المجال العلمي، وهذا ما يجعله متجاوزاً لِزمانه ومكانه. كما يلفتُ إلى أنّ معظم ما كُتِبَ عن هذه الشخصية هي كتاباتٌ تبسيطيّة أو في بحوث متخصّصة، في الوقت الذي تبدو فيه أفكارُه مُلحّة جداً في سياقنا الحداثي. وهذا التبسيط يُنتِج تحريفاً لفكره، ويحرمه من وضعه في سياق تطوره التاريخي الصحيح. 

كما تتناول المحاضرة الكيفية التي حلّل فيها ابن الهيثم لوهم القمر في كتابه "المناظر"، عبر ثلاث مراحل. بدايةً من اغترافه من الينابيع الإغريقية، وخاصّة من كتاب "علم البصريات" لبطلميوس (الاكتساب)، ثم طريقة تكييفه ما اكتسبه ليجعل منه إضافة شخصية (الاستيعاب)؛ وبعدها انطلاقه إلى توسيع مجال التحليل في البصريات على نحوٍ أصيل (التجديد).

يُشار إلى أنّ سميث نشر كتُباً كثيرة حول علم البَصَريات، ونظريات الرؤية في التاريخ. ومن أهمّها نشْرتُه النقدية وترجمته الإنكليزية في ثمانية أجزاء لكتاب "De aspectibus"، وهي الترجمة اللاتينية "للمناظر". وتأتي هذه المحاضرة بدعم من "علماء من أجل فلسطين"، و"مركز الدراسات الفلسطينية" في "جامعة كولمبيا".

المساهمون