في وقت تشهد فيه العديد من المدن الأميركية احتجاجات ضدّ صمت المؤسسات الفنية والمتاحف عن تمويل الحكومة لجرائم الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، افتتح، السبت الماضي، في "معهد تربية" بمدينة روزفيل بولاية كاليفورنيا معرض" مئة عام من فلسطين".
يُضيء المعرض اللحظة الراهنة، بحسب المنظّمين الذين أشار بيانهم إلى أنّ أحد أسباب إقامة التظاهرة هو عرض ما يحدث حالياً، باعتباره جزءاً من التاريخ الفلسطيني، بالإضافة إلى رفع صوت الفلسطينيين أنفسهم، في إشارة إلى التهميش المتعمّد الذي تمارسه جهات عدة إزاء القضية الفلسطينية.
يضمّ المعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية للعديد من المعالم التاريخية والطبيعية في فلسطين، منها صورة للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، في إشارة إلى احتضانه أضرحة النبي إبراهيم وزوجته سارة، وأبنائه الأنبياء إسحق وإسماعيل ويعقوب ويوسف.
كما تُعرض صورة لمقام النبي موسى بالقرب من مدينة أريحا، مع شرح حول بدء تشييد المبنى الذي يحتضنه على يد القائد صلاح الدين، ليُتمّ البناء الظاهر بيبرس عام 1269، وكذلك صورة لمقام النبي لوط في بلدة بني نعيم (شرق مدينة الخليل)، والذي يُعتقد أنه شُيّد في العصر البيزنطي، قبل أن يُبنى مسجد بجانبه مع دخول الفتح الإسلامي.
وتُعرض أيضاً صور لنقوش قديمة تمثّل الحضارات المتعاقبة في فلسطين، ومنها عملات إسلامية صدرت في العهد الأموي، وصولاً إلى العصر الحديث، إذ يتمّ التركيز على الفترة الممتدة بين عاميْ 1918 و1948، قبل احتلال فلسطين، مع إبراز التراث الشعبي وما يتضمّنه من منسوجات وتطريز وأزياء تقليدية وطبخ، وصور فوتوغرافية لمشاهد من الحياة اليومية في عدد من المدن الفلسطينية بمظاهرها العصرية خلال تلك الفترة.
كما يضمّ المعرض صوراً لبعض خرائط فلسطين وكيف تغيّرت على مر السنين، حيث يظهر في العصر الحديث كيف قضم الاحتلال أرض فلسطين منذ قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 وحتى اليوم، وطوابع بريدية تعود إلى فترة الاستعمار البريطاني، كما تبيّن الصور والوثائق تمدّد الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين قبل احتلالها مدعوماً من البريطانيين، بالإضافة إلى صور توثّق الأضرار التي تعرّضت لها مبانٍ في غزّة وتقارنها بصورها قبل العدوان الإسرائيلي.