مؤتمر "مركز حرمون" السنوي: حول قضايا الاجتماع والاقتصاد والسياسة والثقافة السورية

03 سبتمبر 2024
من أشغال المؤتمر
+ الخط -
اظهر الملخص
- نظم "مركز حرمون للدراسات المعاصرة" الدورة الرابعة من "المؤتمر السنوي للأبحاث حول سورية" في إسطنبول، بمشاركة 22 باحثاً في ست جلسات متنوعة حول قضايا اجتماعية، اقتصادية، سياسية، وثقافية.
- تناولت جلسة "التاريخ القديم وصورة السوريّين في الأدب" أوراقاً بحثية حول الوثائق الكتابية القديمة، دور السلطة السورية في الأدب، والمسرح في صياغة هوامش الحرّيات.
- افتتح اليوم الثاني بمحاضرة حول "الإسلام المعتدل" في نظام الأسد، تلتها جلسات حول التحوّلات الأيديولوجية، اللّاجئين السوريين، وتأثيرات الحرب.

ضمن أشغال الدورة الرابعة من "المؤتمر السنوي للأبحاث حول سورية"، الذي نظّمه "مركز حرمون للدراسات المعاصرة" في مقرّه بإسطنبول، يومَي الأول والثاني من أيلول/ سبتمبر الجاري، وبُثّت جلساته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انعقدت أمس الاثنين جلسةٌ بعنوان "التاريخ القديم وصورة السوريّين في الأدب المحلّي والعالمي"، شارك فيها أربعة باحثين: فاروق إسماعيل وحسن الخلف وزياد عدوان وسماح حكواتي، وأدارها الباحث سامر بكور.

بدايةً، قدّم الباحث والأكاديمي فاروق إسماعيل، في ورقته "الوثائق الكتابية القديمة في سورية: الواقع وآفاق المستقبل"، عرضَ حال لواقع الكتابة التاريخية العِلمية في سورية بظلّ عدم اهتمام المؤسسات الرسمية، المُرتبطة بالنظام، بالتدقيق بخلفيات الكثير من هُواة كتابة التاريخ القديم، وتساءل: "لماذا نكتب التاريخ القديم؟ للمُباهاة بالماضي وأغراض الدعاية القومية؟ كما بات سائداً، أم من أجل فهم حياة الإنسان القديم حقّ الفَهم".

شهد المؤتمر مشاركة 22 باحثة وباحثاً قدّموا أوراقاً علمية في ستّ جلسات

كما تطرّق الباحث إلى ما تُعانيه الأكاديميات العربية من شحّ في تنسيق الجهود العِلمية، في مقابل ما تشهده المؤسسات الغربية والدوريات المكتوبة بالإنكليزية من نشاط حول الكتابة التاريخية القديمة. وعرّف الباحث بمراحل التنقيب الأثري التي شهدتها سورية منذ أواسط القرن التاسع عشر، عارضاً للإطار التاريخي الذي تتضمّنه هذه الوثائق وموضوعاتها، ونماذج منها، موضّحاً "أنه إذا كان ثقل الوثائق الأدبية متركزاً في العراق، فإنّ الوثائق الاقتصادية، بالمقابل، تركّزت في سورية".

بدوره، قرأ الباحث حسن الخلف، في ورقته "روايات الفرات: جدل السردية الرسمية والسردية المضمرة"، تكليف السلطة السورية لعدد من الكتّاب كي يُروّجوا سرديتها حول حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، فكتب حنا مينا رواية "المرصد"، وكتب عبد السلام العجيلي "أزاهير تشرين المدمّاة"، وكذلك حصل الأمر ذاته مع مشروع سدّ الفرات، حيث جُهّز مسكن لبعض الكُتّاب حتى ينتجوا أعمالاً عن هذا "المُنجَز"، فصدرت ثلاث روايات: "التحوُّل الكبير" لمحمد إبراهيم العلي، و"أما آن له أن ينصاع" لفارس زرزور، و"النهر" لجان ألكسان، و"كلّها روايات تبنّت المنطلقات النظرية لحزب البعث بشكل فجّ"، وفقاً للمُحاضِر.

واستطرد الخلف: "جاءت روايات أُخرى لتصوّر واقعاً مختلفاً ونقداً للسلطة، مثل رواية 'المغمورون' لعبد السلام العجيلي، قبل أن يصدر تركي محمد رمضان رواية 'برج لينا' (2006)، التي تطرّقت بشكل مباشر للحيف و'التدجين' الذي لحق بالمتضررين من مشروع سدّ الفرات، الشيء وذاته في رواية 'بيلان' (2011) لموسى رحوم عباس".

طرح مقاربة ثقافية للتاريخ السوري من زاوية الآداب والفنون

"هوامش الحرّيات في سوريّة خلال حُكم الأسد ودور المسرح في صياغتها"، عنوان مداخلة الباحث زياد عدوان، الذي لفَت إلى نعي وسائل الإعلام الرسمية للمسرحي سعد الله ونوس رغم موقفه المعارض منها، فضلاً عن سعي السلطة الدائم إلى خَلْق أيقونات مسرحية مثل دريد لحّام (الذي أدرك مُبكراً حساسية التصريح بما لا يجوز ومن دون أن يهدف بمسرحياته إلى رفع الوعي السياسي)، بل حتى حضور فيروز وأُغنياتها القوي يأتي ضمن هذا السياق. 

وتابع عدوان: "أصبحنا أمام حالة شعبية تنحو صوب تقديس الرموز العاملة في المسرح، امتزجت بالكثير من الحنين إلى الضيعة المتخيّلة التي قدّمها الأخوان الرحباني في أعمالهما، بل إن الاستعارة السورية من رمزيات المسرح الرحباني أضفت على الحياة السورية تحت ظلّ ديكتاتورية حافظ الأسد وهيمنة قانون الطوارئ مسحة من الحيوية".

وختمت سماح حكواتي الجلسة بورقتها "السوري آخَراً، صورة السوريّات والسوريّين في أدب الحدود المكتوب بالألمانية: دراسة صورلوجية مقارنة"، حيث عرضت لمجموعة من الروايات التي اتّخذت من الإنسان السوري موضوعاً لها، وهي روايتَا: "حكواتي الليل" (1992)، و"سامي وأمنية إلى الحرية" (لم تترجم إلى العربية بعد، 2017)، لرفيق شامي، ورواية "سرمدا" لفادي عزام (صدرت بالعربية قبل أن تُترجم إلى الألمانية، 2011).

الجدير بالذِّكر أنّ الدورة الرابعة من "المؤتمر السنوي للأبحاث حول سورية" شهدت مشاركة واسعة من الباحثين السوريّين، حيث قدّم 22 باحثة وباحثاً أوراقاً عِلمية غطّت طيفاً واسعاً من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي تُعنى بسورية والمجتمع السوري.

وكان اليوم الأول للمؤتمر قد شهد انعقاد ثلاث جلسات: "الثورة السورية بين الاستمرار والمصالحة"، و"الديناميات الاجتماعية في سورية"، و"تجلّيات وسياقات العسكرة في الحرب السورية"، بمساهمة الباحثين: سمير سعيفان، "مدير مركز حرمون للدراسات"، ورشيد الحاج صالح، وفايز القنطار وإسماعيل الصغير وطلال مصطفى، وخلدون النبواني، وأمل استانبولي، وهدى أبو نبوت، وحمدان العكلة، وعمار السمر، وعائشة البصري، وحيان دخان، وطالب الخيّر، وعلي الجاسم، وفضل عبد الغني.

أمّا أشغال اليوم الثاني فافتُتحت بمحاضرة بعنوان "الوزير ضد المفتي: الصراع على "الإسلام المعتدل" في المؤسسات الدينية لنظام الأسد (2011-2021)" لتوماس بيريه، وأدارها حمزة المصطفى، كما تضمّنت إلى جانب الجلسة التي فصّلناها أعلاه، جلستين إضافيّتين، هُما: "التحوّلات الأيديولوجية واللّاجئون السوريّون بين التداعيات والمصالحات"، و"تأثيرات الحرب وعوامل الاندماج الاجتماعي"، وساهم فيها الباحثون: عبد المجيد السخيري، وهند سعيد، وأوكتاي بالجين، ومحمد شاوردي، وأحمد الشمام، وعبد الرزاق الحسيني.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون