"ليالي المسرح الحر": عروض في موسم عابر

16 يونيو 2023
من مسرحية "شوق" للمخرج التونسي حاتم دربال
+ الخط -

على مدار السنوات السابقة، لم تختلف التظاهرات المسرحية التي تنظّمها فرق أهلية في الأردن عن نظيرتها الرسمية، في استضافتها مجموعة عروض محلّية وعربية خلال عدّة أيام متقطّعة في السنة، عاجزة عن تقديم مشهد مسرحي فعّال طوال العام يتوجّه إلى عامة الناس.

في هذا السياق، تنطلق عند السابعة من مساء الثلاثاء المقبل، العشرين من الشهر الجاري، فعاليات الدورة 18 من "مهرجان ليالي المسرح الحرّ الدولي" في "المركز الثقافي الملكي" بعمّان، والتي تتواصل لستّة أيام.

الدورة الحالية، التي تُعقَد تحت شعار "المجاز الذي علم الكلمات"، تتضمّن 12 عرضاً مسرحياً اختارتها لجنة المشاهدة المكوّنة من المخرجين فراس زقطان وفراس المصري وإياد شطناوي وأريج دبابنة، ستّة منها جاءت من مصر وبلغاريا والسعودية وتونس وفلسطين وإيطاليا، إلى جانب ستّة أُخرى من الأردن.

أزمة انحسار المسرح في موسم واحد انعكست على التظاهرة بشكل أو بآخر، حيث أشارت إدارة المهرجان في بيان صحافي إلى أنها تنوي "تقنين حضور عدد ضيوف المهرجان، بسبب قلّة الإمكانيات المادية المتاحة، وتوجيهها باتجاه استضافة العروض بدلاً من الأفراد".

دعاوى التقنين تفرض سؤالاً حول جدوى لقاء المسرحيين ببعضهم بعضاً من دون جمهور، أو بعدد قليل من المشاهدين سيكون معظمهم من المشتغلين بالمسرح، وكيف يمكن صناعة مسرح في غياب عنصر أساسي من عناصره، وهل يمكن الاستمرار بهذا النهج بموازاة التشكّي والتظلّم اللذين يُفصح عنهما معظم المسرحيين الأردنيين بينما هم مسؤولون عن إدامة سياسة الترضيات والتنفيعات التي تنتهجها المؤسّسة الرسمية.

من بين العروض المشاركة مسرحية "شوق" للمخرج التونسي حاتم دربال، عن نص للكاتب الفرنسي جون لوك لاغراس، أعدّه حمدي لحمايدي، وهي تروي عودة الابن الأكبر للقاء عائلته بعد غياب طويل، حيث سيُعلمهم بمرضه واقتراب أجله، ويجتمع بقية الإخوة لاستقباله، لكن سرعان ما تطفو الخلافات القديمة على سطح الذاكرة، وينخرط الجميع في اللوم والعتاب وحالة الشكّ والغيرة التي يعيشهل كلّ واحد منهم تجاه الآخر.

أما مسرحية "الغريب والنقيب" للمخرج السعودي فهد الدوسري، فتتناول قصّة شاب خرج يبحث عن الدواء لأمّه المريضة، لكنه وجد نفسه في المكان الخطأ، إذ دخل ثكنة عسكرية، ليتلقي ضابطاً فيها ويدور بينهما حوارٌ يشتبك حول نظرتهما تجاه الحياة بحسب انحيازاتهما الطبقية والاجتماعية.

كما تُعرض مسرحية "فريمولوجيا" للمخرج الأردني الحاكم مسعود، والتي توجّه انتقاداً إلى نظرة تقليدية حول الأسرة، عبر اختيار نموذج أسرة يعاني الرجل والمرأة فيها من تنميط المجتمع لدوريهما ونظرته إليهما، ولا سيما المرأة.

المساهمون