بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيسه في بيروت وبعد إعادة ترميمه بعد ما لحق به من دمار إثر انفجار مرفأ المدينة في أغسطس/ آب الماضي، يقيم "غاليري أراميه" معرضاً لأعمال الفنان الأرمني مارات مارغريان (1969)، إلى جانب معرض خاص بمقتنيات الغاليري للفنانين الذين عرض لهم طيلة العقد الماضي.
يقوم عالم مارغريان التشكيلي على ذاكرته البصرية المرتبطة بالمكان الأم، فلوحاته ليست إلا نتيجة للألوان والطبيعة والثقافة الأرمنية، وهو وإن كان يجسدها إلا أنه يمنحها نوعاً من الواقعية الشعرية، بحيث تجلب كل لوحة من لوحاته حالات مزاجية وألواناً وعواطف مختلفة؛ فجماليات الطبيعة في لوحاته هي مصدر إلهام دائم؛ من غروب الشمس في الصيف على ضفاف البحيرة إلى الرياح التي تهب على الحقول.
يركز كل مشهد على جانب من الطبيعة من خلال رذاذ الألوان الذي يوفر وجهة نظر فنية ويزيد من طاقة كل منظر، حيث يحاول الفنان أن يترجم بصريًا الطريقة التي يرقص بها الضوء من خلال الأوراق، كما يحاول التقاط جمال الزهور من خلال أعماله؛ فالزهور والأشجار والحقول المليئة بالألوان هي موضوعاته الرئيسية.
يصف الفنان أعماله بالقول: "أحاول إنشاء قصة خيالية خاصة بي، حيث أستسلم تمامًا لأحلامي. تمر قرون، والفن لا يتقدم في السن، ولا يفقد قيمته أبدًا. أعيش في القصة الخيالية الحقيقية للطبيعة حيث الفن هو صوت الطبيعة الذي يعبّر عنه الإنسان. كلما بقي المرء أكثر إخلاصًا للطبيعة بداخله زادت حلقات فنه إقناعًا ولمسًا. بينما أجلس أمام اللوحة ينكشف لي عالم جديد مليء بالألوان، عالم مليء بالضحك الطفولي والنعيم. بالنسبة لي لا يوجد فن يتجاوز العاطفة".
ولد مارغريان في مدينة كيومري بأرمينيا. ودرس في كلية بانوس تيرليمزيان للفنون، أقام عدة معارض كان آخرها "أحلام اليقظة" الذي أقيم العام الماضي، وله معارض "احتفال الاحلام" و"سيمفونية الألوان" و"الواقعية الرومانسية" وغيرها.