لؤي صافي.. بحث في الإسلام وتاريخ العولمة

26 سبتمبر 2023
رشيد أرشد/ باكستان
+ الخط -

في كتابه "الإسلام ومسارات العولمة: المثالية العقلانية وبنية تاريخ العالم"، يدرس الباحث السوري لؤي صافي التوتر المتزايد بين الحركات الاجتماعية، التي تتبنى وجهات نظر مساواتية وشاملة للسياسة الوطنية والعالمية، وتلك التي تعزز التسلسل الهرمي الاجتماعي مثل الليبرالية الجديدة، والمحافظين الجدد، والشعبوية.

كما يقارب الكتاب الدور الذي لعبته العقلانية الإسلامية تاريخياً في ترجمة النظرة التوحيدية المساواتية إلى مؤسسات التعددية الدينية، والاستقلال التشريعي والقانوني، والمؤسسة العلمية في أساس المجتمع الحديث، ويضيء أيضاً أهمية الوجود الإسلامي في الثقافات الغربية حيث تتجه البشرية ببطء ولكن بثبات نحو ما يمكن أن يطلق عليه العصر العالمي.

تستضيف "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة، عند العاشرة والنصف من صباح غدٍ الأربعاء لؤي صافي في جلسة قراءة وتوقيع للكتاب، الذي صدر باللغة الإنكليزية عن "دار روتليدج للنشر"، ويناقش حقائق العولمة وأخطاءها، وتاريخ العالم وأنماط العولمة، والشريعة الإسلامية ومأسسة الحرية، وإعادة تشكيل المجتمع الإسلامي، والإسلام والتقاليد الليبرالية، مستقبل العولمة وغيرها.

يتناول الكتاب تيارين عالميين مترابطين لفترة طويلة وما زالا يشكلان بنية المجتمع الحديث

يتناول الكتاب تيارين عالميين مترابطين لفترة طويلة وما زالا يشكلان بنية المجتمع الحديث: الأول هو العقلانية الإسلامية التي تطورت في الحضارات الإسلامية المبكرة وسهلت ظهور المؤسسات الحديثة ولا سيما التعددية الدينية والاستقلالية الأخلاقية ومساءلة أصحاب السلطة  والمشروع العلمي في أساس المجتمع الحديث، والتيار الثاني هو الإمبريالية الغربية الذي يميل إلى تكريس الطبقية الاجتماعية وسياسات الهوية التي تتجلى حاليًا في التفاوت الاقتصادي المتزايد والهجرة الجماعية من بلدان الجنوب إلى الشمال.

يشير صافي في ندوة سابقة إلى أن الكتاب محاولة فهم الصراعات السياسية المتولدّة اليوم، في هذه المرحلة من تاريخ العولمة، والتي لا يمكن فهمها من خلال إطار تاريخ المرحلة الحضارية الحديثة الذي يبدأ بما يعرف بعصر الأنوار، فهو غير كافٍ لفهم الواقع الحالي لأن القوى المؤثرة فيه يعود تاريخها إلى ما قبل هذا العصر، إذ لا يمكن فهم عصر الحداثة قبل فهم عصر الإصلاح الديني في أوروبا، ولا يمكن فهم الإصلاح الديني دون فهم العلاقة بين المجتمع الغربي وبين الحضارة الإسلامية، خاصة المجتمع الأندلسي والمجتمع المسلم في جنوب إيطاليا.

غلاف الكتاب

وميّز في كتابه بين مرحلتين من مراحل العولمة، الأولى بدأت من القرن السابع الميلادي/ الأول الهجري واستمرت إلى القرن السادس عشر الميلادي/ العاشر الهجري، وهي العولمة الإسلامية ويتصف بالتعددية السياسية والدينية لتبدأ عولمة جديدة جذورها تعود إلى التوسع الأوروبي الذي ولّد الاستعمار الحديث ثم التطور التقني والتواصلي الذي وصل العالم وطور مفاهيم ولغة أحياناً أذواقاً مشتركة نعيشه اليوم الذي نواجه فيه تحديات.

يُذكر أن لؤي صافي أستاذ علم السياسة والفكر الإسلامي في "جامعة الشيخ حمد بن خليفة" بالدوحة. له العديد من المؤلّفات منها "تحدي الحداثة" (1994)، و"العقيدة والسياسة" (1996) و"أساس العلم" (1996)، و"الحقيقة والإصلاح" (1998) و"إعمال العقل" (1998)، و"السلام وحدود الحرب" (2001)، و"جذور أزمة المثقف العربي" (بالاشتراك مع أحمد موصللي، 2002)، و""التوترات والتبدلات في العالم الإسلامي (2004)، "الخطاب القرآني" (2008)، و"القيادة الرحيمة" (2008)، فلسطين: من التنبوءات الدينية إلى المبادئ الرسالية (2009).
 

المساهمون