- يركز المعرض على التحرر الوطني، مقاومة الاستعمار، والدعوة للحرية والديمقراطية، مع أعمال فنانين من أكثر من 120 بلداً، ويتناول تجاوز التقسيمات الاستعمارية والروايات التاريخية السائدة.
- يضم المعرض أعمالاً تبرز مشاركة المرأة والهوية الثقافية، مثل لوحة "الفلاحة والموز" لإنجي أفلاطون، ويشمل أيضاً مشروع "ملصق فلسطين حرّة" الذي يدعم المقاومة الفلسطينية وينتقد سياسات الفصل العنصري.
في شباط/ فبراير من العام الماضي، احتضن غاليري "موزاييك روومز" بلندن معرض "كوكبة الأمنيات المتعدّدة" الذي تضمّن موادّ أرشيفية وأعمالاً فنّية تعكس أفكار التضامن والتبادُل الثقافي والمقاومة التي اقترحتها "حركة عدم الانحياز" في ستينيات القرن الماضي.
استكشف المعرض مرحلة تاريخية كانت المضامين الاجتماعية والسياسية المتعلقة بالتحرر الوطني ومقاومة الاستعمار ومواجهة الإمبريالية، وكذلك الدعوة إلى الحرية والديمقراطية والاشتراكية، هي المهمينة على أعمال فنانين ينتمون إلى أكثر من مئة وعشرين بلداً.
تفتتح عند السابعة من مساء الخميس المقبل في "موزاييك روومز" نسخة أحدث من المعرض تحت عنوان "كوكبات الأمنيات المتعددة.. على امتداد أفق الشرق"، والذي يتواصل حتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
تركّز النسخة الحالية على صورة الشرق، الذي يحيل إلى أكثر من "شرق"، بما يتجاوز التقسيمات الاستعمارية والروايات التاريخية السائدة والتحالفات السياسية، حيث يبدو الشرق مفهوماً بعيد المنال، حيث يشير بيان المنظّمين إلى أنه تمّ تقسيم "الشرق الأوسط" و"البلقان" على أساس المنظور الاستعماري الأوروبي المركزي، إذ شمل الشرق الأدنى الإمبراطورية العثمانية والبلقان، وامتد الشرق الأوسط من الخليج العربي إلى جنوب شرق آسيا، وشمل الشرقُ الأقصى شرق آسيا وشمال آسيا وجنوب شرق آسيا.
ويوضّح البيان أن التركيز كان منصباً دائماً على الصورة النمطية للآخر كما تصوره الغرب باستمرار؛ نقيضه غير المكتمل، والذي يشكّل عبئاً عليه، ويحيل الشرق أيضاً إلى الناس العنيفين غير العقلانيين، وجميعها ذرائع استخدمتها القوى الغربية آنذاك، وما زالت تستخدمها، لتبرير التدخل والسيطرة في تلك المناطق.
يضمّ المعرض أرشيف المجموعات الفنية لحركة عدم الانحياز، ومنها لوحة للفنانة المصرية إنجي أفلاطون (1924 - 1989) بعنوان "الفلاحة والموز"، تبرز مشاركة المرأة العمل إلى جانب الرجل في مجتمع اشتراكيّ يُحارب الفقر والاستغلال الطبقي والاستعمار، وكذلك عمل للفنان الفلسطيني كريم دباح (1937 - 2021)، يعتمد تقنية الحفر على النحاس، ويتضمّن مقطعاً من قصيدة لمحمد مهدي الجواهري، ونُفّذ احتفاء بالصداقة اليوغسلافية الفلسطينية.
ويُعرض أيضاً عملٌ للتشكيلي العراقي خضير الشكرجي (1937 - 2005)، يقدّم مشاهد من الواقع الاجتماعي في بلاده بعد الاستقلال، وآخر للفنان الجزائري شكري مسلي (1931 - 2017)، يحمل عنوان "تشكيل"، ويوظّف التراث الشعبي في سياق البحث عن هوية جزائرية للتشكيل خلال الستينيات والسبعينيات.
ويشتمل المعرض على أعمال من مشروع "ملصق فلسطين حرّة"، وهو أرشيف لأعمال فنانين من مختلف بلدان العالم تُنشر على منصّة رقمية تحمل الاسم نفسه، وتتضمّن الملصقات المنشورة شعارات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية، وحركة مقاطعة "إسرائيل"، وأُخرى ضدّ سياسات الفصل العنصري، والإبادة الجماعية التي تستمر منذ مئتين وستّة وعشرين يوماً.
كما يضمّ أعمالاً لفنانين فلسطينيين منهم: منى بنيامين التي تقدّم في فيلمها "مونسكايب" (2022) قصة رجل يُدعى دينيس م. هوب، ادعى ملكية القمر عام 1980 ليؤسس سفارة القمر، وهي شركة تبيع الأراضي على مجموعة من الكواكب والأقمار، وتربط الفنانة بين قصتها الشخصية بوصفها شابة فلسطينية تعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي وعيسى غريّب الذي يقارب مواضيع من الذاكرة الفلسطنية من خلال وسائط مختلفة مثل التصوير الفوتوغرافي والصور المتحرّكة والفنّ التركيبي.