مثل أغلب التظاهرات الثقافية، اضطرّ القائمون على "مهرجان كناوة وموسيقى العالَم"، الذي يُقام سنوياً في مدينة الصويرة المغربية منذ عام 1998، إلى تأجيل دورتَي 2020 و2021 توقّياً من تبِعات جائحة كورونا التي كانت في ذروة انتشارها في المغرب، وفي جميع أنحاء المعمورة.
ورغم إقامة نسخة العام الماضي من المهرجان، فإن الجمهور لم يكن على موعدٍ مع ما اعتاده من الحدث، فبدلاً من حفلات وأمسيات وجلسات تُعقَد في الصويرة على مدار يومين أو ثلاثة أيّام، اضطرّ المنظّمون إلى إقامة "جولة" فنّية تنقّلت بين أربع مدن، هي الرباط والدار البيضاء ومراكش، إلى جانب الصويرة، وذلك على مساحة زمنية امتدّت من الثالث من يونيو/ حزيران وحتى الرابع والعشرين منه.
هذا العام، يستعيد المهرجان المغربي شكله وموعده المعتادَيْن، حيث تُعقَد دورته الرابعة والعشرون في الصويرة بين 22 و24 من حزيران/ يونيو المقبل، بمشاركة موسيقيين من حول العالَم "يستضيفهم زملاؤهم من معلّمي الكناوة المغاربة"، بحسب بيانٍ صحافي نشره المنظّمون على موقع المهرجان الإلكتروني.
وأشار البيان إلى أن الحفلات ستُقام، كما قبل 2020، بين منصّتي ساحة موالي الحسن وشاطئ المدينة المطلّة على المحيط الأطلسي، في حين من المنتظَر أن تُقام أمسيات موسيقية، ضمن إطار أصغر في بعض الزوايا الصوفية المتوزّعة في المدينة، وفي برج باب مراكش.
ويسعى المهرجان إلى "الاحتفاء بمعلّمي الكناوة، وبحدث ضمّ فنّهم إلى قائمة التراث الثقافي غير المادّي للإنسانية"، حيث ردّت منظّمة اليونسكو بالإيجاب، نهاية 2019، على طلب المغرب ضمّ هذا اللون الغنائي والموسيقي التراثي إلى قائمتها. وبسبب انتشار جائحة كورونا بفترة بسيطة بعد هذا القرار، فإنه لم يُتَح للمهرجان الاحتفال بهذه الخطوة، حيث اكتفى منظّموه بحفل عن بُعد أُقيم لهذه المناسبة خلال دورة 2021.
وبينما لم ينشر المنظّمون البرنامج الكلّي لهذه النسخة، فإن أسماء الفنّانين المشاركين في حفل الافتتاح قد باتت معروفة، حيث ستضمّ السهرة كلّاً من عازفَي ومغنّيي الكناوة المغربيين محمد وسعيد كويو، ومغنّية الملحون المغربية سناء مرحاتي، إلى جانب فرقة "طبول بوروندي أماكابا" البوروندية وعازف الجاز والساكسفون الأميركي جليل شاو.
كما أشار البيان إلى أن هذه الدورة ستمزج بين ألوان موسيقية عديدة، إلى جانب تراث الكناوة، مثل الفلامينكو والريغي والسالسا، وإيقاعات الطوارق والتاميل، إلى جانب الجاز.
يُذكَر أن المنتدى الفكري الذي يصاحب المهرجان، والذي يتضمّن لقاءات وندوات وحلقات نقاش، سيتمحور هذا العام حول "الهويات المتعدّدة وسؤال الانتماء"، وهو "موضوع راهن ملتهِب في عالم تتقاذفه توترات هوياتية عميقة، ويطغى عليه توجّهٌ متفاقم نحو رفض الآخر"، بحسب ما جاء في البيان.