وهي في السادسة عشرة من عُمرها، قرَّرت كريمة الفيلالي أن تترك الأنماط الموسيقية المعروفة والدارجة في هولندا؛ البلد الذي وُلدت وتعيش فيه، جانباً، وتهتمَّ بأنواعٍ غير معروفة كثيراً هناك؛ مثل الطرب العربي الذي اكتشفَته مِن خلال أغنيات أُم كلثوم، والتي كانت حاضرةً دائماً في شاحنة والدها.
هذا الاهتمام سيقود الفنّانةَ المغربية الهولندية (1987) إلى زيارة المغرب عام 2011، للاطّلاع أكثر على الموسيقى العربية؛ حيث قضت فيه تسعة أشهر تعرّفَت خلالها على تقنيات الغناء العربي، واقتربَت من بعض الطبوع التقليدية؛ مثل موسيقى الكناوة، كما تلقّت دروساً في اللغة العربية، سعياً منها لتجاوُز العائق اللغوي.
وبعد عودتها إلى هولندا، سرعان ما عُرفت في مشهدها الفنّي، سواء بإعادتها لأغاني طربية لأُمّ كلثوم ومحمّد عبد الوهاب وغيرهما، أو بأعمالها الموسيقية الخاصّة التي تحضُر فيها تأثيراتٌ ثقافية مختلفة: الأفريقية والمشرقية والأوروبية. وإلى جانب الغناء، تعزف الفيلالي على آلتَي العود والكنبري المستخدَمة في موسيقى الكناوة.
في "فيلا الفنون" بالرباط، تُقدّم كريمة الفيلالي، مساء الخميس المُقبل، حفلاً خاصّاً بالموسيقى الصوفية؛ وهو نمطٌ آخر لا يبدو بعيداً عن تلك التأثيرات المتداخلة؛ وهي التي اكتشفَت الموسيقى الباروكية والكنسية صغيرةً من خلال والدتها الهولندية التي كانت تعزف على القيثارة، وفنَّ الإنشاد والتلاوات القرآنية من خلال والدها المغربي.
أسّست الفيلالي، مع مجموعة من صديقاتها، فرقةً موسيقية باسم "شاكوار"، تجمع فيها بين عدّة مهام؛ مثل كتابة الكلمات والعزف والغناء، وقد أصدرت عدّة ألبومات يحمل آخرها عنوان "بحار الهوى" (2021)، وأنجزت عدداً من المشاريع التجريبية لأفلام سينمائية ومسرحية.