"كتابة الصورة": حروفيات من العالم العربي وإيران

30 يناير 2023
(عمل للفنان الجزائري رشيد قريشي، من المعرض)
+ الخط -

مع إطلاق "جماعة بغداد للفن الحديث" عام 1951 بيانها الأول، برزت تجارب مؤسّسة لفنانين سعوا إلى إحياء التراث العربي الإسلامي ضمن رؤية تنفتح على العصر، وكان الخط العربي أبرز العناصر التي خضعت لهذه المقاربة حيث انتقل الحرف من استخداماته التقليدية في التاريخ العربي ليصبح مكوّناً أساسياً في اللوحة المعاصرة.

بدا خطاب الجماعة، والذي عبّر عنه جواد سليم وشاكر حسن آل سعيد ومحمود صبري وآخرون، بمثابة إعلان عن توطين الحداثة في الفن، بموازاة التحوّلات الكبرى التي عاشتها القصيدة العربية خلال الأربعينيات. ويمكن القول إن تنظيراتها حول الخط العربي وممارساتها الفنية استمرّت لعدّة عقود وامتدت إلى بقية الجغرافيا العربية.

"مستقبل التقاليد، كتابة الصورة: فن معاصر من الشرق الأوسط" عنوان المعرض الذي افتتح في الثاني عشر من الشهر الجاري في "غاليري بروناي" بـ"كلية الدراسات الشرقية والأفريقية" (SOAS)  في لندن، ويتواصل حتى الخامس والعشرين من آذار/ مارس المقبل.

(عمل للفنان الليبي علي عمر أرميص، من المعرض)
(عمل للفنان الليبي علي عمر أرميص، من المعرض)

يضمّ المعرض أعمالاً لسبعة وثلاثين فناناً وفنانة ينتمون إلى ثلاثة أجيال من العالم العربي وإيران، حيث مثّل الجيل الأول منها في الستينيات الروّاد الأوائل في الحروفيات، وقدّم الجيلان اللاحقان أنماطاً متنوعة وظّفت مورفولوجيا الحروف، والقوافي وإيقاعات الخط، وتجريد الكلمات والأرقام والأفكار في أعمالهم الفنية.

استند المعرض إلى كتاب "علامات عصرنا: من الخط إلى الكاليغرافيتي" (2016) الذي شارك في تأليفه كلّ من روزا عيسى وجوليت سيستار وفينيشيا بورتر، ويغطّي أكثر من ستّة عقود من الممارسة الفنية في هذا السياق مثّلها خمسون فناناً عربياً وإيرانياً ساهموا في صنع لغة جمالية مبتكرة في التعامل مع الحرف.

(عمل للفنان التونسي نجا المهداوي، من المعرض)
(عمل للفنان التونسي نجا المهداوي، من المعرض)

يشير بيان المنظّمين إلى أنه تم اختيار الأعمال المعروضة لقيمتها الفنية، سواء على صعيد المضامين السياسية والاجتماعية أو الرؤية المفاهمية أو لاعتبارات جمالية فقط، والتي لم يتوقف حضورها على حدود الجغرافيا التي نشأت فيها بل قدّمت مساهمة لافتة في الفن العالمي.

يضمّ المعرض بعض الأعمال لفنانين اعتمدوا أسلوباً تقليدياً، ولكن معظمها يقدّم لمحة شاملة لمجموعة تيارات وتوجّهات متنوعة من مناهج الفن المعاصر في استخدامها النصوص العربية والفارسية، إلى جوار نماذج حديثة جداً لفنانين شباب يسعون بجدية إلى تجاوز الروّاد.

من بين الفنانين المشاركين: كمال بُلّاطة ومليحة أفنان وجمانة الحسيني من فلسطين، وإيتيل عدنان وسعيد بعلبكي من لبنان، وشاكر حسن آل سعيد ومحمود العبيدي وحسن المسعودي ووليد سيتي وحليم الكريم من العراق، ومنير الشعراني من سورية، ورشيد قريشي من الجزائر، ونجا المهداوي والمهدي قطبي وخالد بن سليمان من تونس، وعلي عمر أرميص من ليبيا، ومنال الضويان من السعودية، وشانت أفيديسيان وفتحي حسن وسوزان حفونة من مصر، وناصر الأسودي من اليمن، وفرهاد أهرارنيا وسیاوش أرمجاني ومحمود بخشي وعناية الله نوري وفرهارد مشيري من إيران.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون