استمع إلى الملخص
- **أعمال مينوتّي ليرّو الأدبية**: بدأ ليرّو مسيرته بمجموعة "أرومات حائرة" (2003)، وكتب في المسرح والنقد الأدبي، معارضًا رأي فيليب ليجون حول السيرة الذاتية.
- **رؤيته للعالم والتحديات**: يعبر ليرّو عن قلقه من تدهور الإنسانية، ويرى أن التحدي الأكبر للكاتب هو إيجاد المحفزات في عالم يكافئ المتقاعسين، معتبراً الكتابة وسيلته لفهم الذات والعالم.
تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع القارئ العربي. "اخترتُ الشّْعر من أجل البحث عن جوهر حقيقتي وحقيقة الكون. كنت أظنّ أنّ هذا سيمنحني الحكمة والسعادة، ولكنّني أدركت اليوم أنّ العالم، بأسلحته، أقوى من هذا القلم المجهَد"، يقول الشاعر والكاتب المسرحي والناقد الإيطالي مينوتّي ليرّو لـ"العربي الجديد".
■ كيف تقدّم المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟
- أعتقد أنّ المشهد الأدبي الإيطالي شديد التعقيد. إنّه ينساق وراء الفساد العام الذي يسود بلدنا. فالنقّاد والشعراء الكبار يُنحّون جانبًا، بغية ألّا تنزوي المواهب الضئيلة، المتسيّدة للمشهد الثقافي، في الظّل. مع ذلك، أعتقد أنّ الشعر الإيطالي ما زال حيًّا. ربّما يعاني، ولكنّه حيّ. فالموروث الكبير لشعرائنا الكلاسيكيّين ما زال شديد التّأثير في الزمن الحاضر، وما زالت شاعريّة شبه جزيرتنا تحضّنا على البحث عن الجمال والحقيقة والتّجديد، مع أنّ ذلك عادة ما يُكبت من الذين يُفترض بهم أنْ يشجّعوه. أمّا في ما يخصّني أنا شخصيًّا، فقد حظيت بالتتلمذ على يد أساتذة كبار، من أمثال: جورجو باربيري سكواروتّي، وأليسّاندرو سيرپييري، وريمو بودي، وماريا تيريزا كيالانت، وكارولاين ويليامز ليلي، وجوسيپّه جَنتيله، وفرانكو لوي، وجامپييرو نيري، وروبيرتو كاريفي، وأنريكو تيستا وآخرين. لقد علّمني هؤلاء أنْ تكون لي أعين تبصر، لا أنْ تتيه في نظرٍ لا طائل منه.
■ كيف تُقدّم عملك لقارئ جديد، وبأي كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟
- لقد وُلدتُ في التراب، وفي جنون رماد موقدي اكتشفْتُ الشعر، وكانتْ "أروماتي الحائرة" تبدو لي أنّها ترمز إلى حقيقة كوني شابًّا في مقتبل العمر، لا يقوى على التوهّج كما يرغب. ثبّتُّ هذه الفكرة على الورقة، فأعطى هذه النصّ العنوانَ لمجموعتي الشعريّة الأُولى "أرومات حائرة" (2003). لذا فإنّي أنصح القارئ بأنْ يبدأ من هذه المجموعة، لأنّها تشتمل على مقدّمة وافية أبيّن فيها نظرتي للشعر، وسبب كونه جوهريًّا بالنّسبة لي، من أجل تشكيل هويّتي. منذ ذلك الحين لمْ أكفّ عن كتابة الشعر، بل حاولت أنْ أخوض كلّ الأجناس الأدبيّة، محاولًا تجديد ما مرّ عليه الزمن. والأعمال المسرحيّة "دونّة جوانا" (النسخة المؤنّثة لدون جوان)، و"دكتور فاوست" خير دليل على ذلك. ولكنّني سعيت إلى محاولة التجديد عن طريق النقد أيضًا، وذلك بأنْ عارضتُ رأي فيليب ليجون في ما يخصّ جنس السيرة الذاتيّة، واقترحتُ، ولأوّل مرّة، تفوّق السّيرة الذاتيّة الشعريّة على السيرة الذاتيّة النثريّة.
■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟
- إنّ النّاس يعانون، ولا قدرة لهم على الاستمتاع بمباهج الحياة. حين أنظر إلى البحر من شاطئ أتشارولي يبدو لي كلّ شيء بسيطًا ورائعًا، ثمّ أتذكّر أنّ الإنسانية تؤول إلى الانهيار، لأنّها هُزمتْ أمام المشاعر السلبيّة، أمام تعاظم الأنا، والطموحات التي تفوق الموهبة الفرديّة. أحيانًا يخطر في ذهني أنّ العالم قد يكون أكثر توازنًا بدون الإنسان، وفي سلام مع نفسه، على الرغم من قوانين الطبيعة القاسية. إذا ما أغمضتُ عينيّ وتمثّلتني أيلًا فسأشعر بالسلام في أعماقي. وتنطفئ الأفكار للحظات، ولا أرى سوى ما أحببت بشدّة. إنّ رغبة بالهرب تعتريني دائمًا، مع ذلك فليس ثمّة مكانٌ يمنحني السّلام الذي أنشد. عليّ الاعتراف بأنّ كلّ هذا أصبح أشدّ قتامة في السنين الأخيرة، بفعل حادثة جعلتني أُصارع كثيرًا كي أعثر على نفسي. ولكنّ من يولد في التراب، كما أسلفت، فإنّه يحبّ الحياة ويكافح دائمًا وتحت أيّ ظرف، من أجل المضيّ قدمًا.
لكلّ حرّية ثمن ندفعه في هذا العالم الذي لم يكن حرّاً قطّ
■ ما أكثر ما تحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها وما هو أكثر ما تتمنى تغييره فيها؟
- تتوالى الفصول، بعذوبة، خارج نافذتي، وتنظّم إيقاع التقاليد الثقافيّة في المكان. مكتبة العائلة بعذوبتها تنبئني من هم كبار رجالات ثقافتنا الفنّيّة والأدبيّة والفلسفيّة، ودائمًا ما أجد لديهم أجوبة عن كلّ أسئلتي. إنّ المعايير الأدبيّة الغربيّة، التي أنتمي إليها، ساحرة، أجل، ولكنّها تستند إلى شراسة تاريخنا: تخطر في ذهني الظّلامية في العصر الوسيط، النساء البريئات اللّاتي اعتُبرن "ساحرات"، الحروب الصليبيّة وتجارة صكوك الغفران: إنّها رمز للنفاق في ثقافتنا الدينيّة. ثمّ يخطر في ذهني دانتي وشكسبير، وربّما لا ينقصني شيء آخر لأشعر بالفخر. وعلينا التحلّي بالصبر إذا ما ظهر فيضٌ من الكتّابِ الشاذّين عن القاعدة، ومن الشخصيّات التلفزيونيّة التافهة اّتي تدّعي الفلسفة، وهم يفضّلون الثرثرة في الصالونات البائسة والفاسدة، بدلًا من المكوث في خلوة المكتبات، كما كان يفعل دائمًا الأساتذة الكبار الذين أشرتُ إليهم سابقًا.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- لقد اخترت الشعر من أجل البحث عن جوهر حقيقتي وحقيقة الكون. كنت أظنّ أنّ هذا سيمنحني الحكمة والسعادة، ولكنّني أدركت اليوم أنّ العالم، بأسلحته، أقوى من هذا القلم المجهد. لو قُيّض لي العودة إلى الوراء لخصّصت وقتًا أقلّ للدراسة ووقتًا أطول للسفر، للهو، للحبّ، ولبحثتُ بجهد أكبر عن المرأة المناسبة، التي لمْ أجدها قطّ. إنّ الحياة أقصر من أنْ نقضيها بلا حبّ. أشعر بالذنب في هذا الجانب، لأنّني دائمًا ما أعطيت الأولوية لعطش المعرفة، ومثل الدكتور فاوست أُدرك الآن تبدُّد الوقت سريعًا من بين يديّ. ولكنّني لن أستسلم، سأسعى إلى استعادة كلّ شيء.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- مشكلة العالم هي وضاعة الإنسان. إذا كانت الأغلبيّة سلبيّةً وجاهلة، فإنّ هذا يسبّب التخلّف دون أدنى شكّ. لماذا أصبح السياسيّون أكثر ضآلة؟ في إيطاليا، مثلًا، ليست لدى رئيسة الوزراء أيّ شهادة جامعيّة. وقبل بضع سنين كان وزير التعليم بلا شهادة جامعيّة أيضًا. هذا المثال الأخير يجعلنا نفهم ما يحدث مع التطوّر الجزئي، أو الظاهري، من خطوات مرعبة تقود المجتمع إلى الوراء. أمّا الأقلّيّة المثقّفة فيُضيَّق عليها باستمرار، لأنّها تسبّب القلق (كما أسلفت القول بخصوص الشعر في إيطاليا). هذا مؤسف جدًّا، ولكنّني لا أظنّ أنّنا لن نستطيع الخروج من هذه المحنة أبدًا، إلّا إذا وقعت معجزة. الغرب اليوم يعيش حالة مدنيّة زائفة، بل قد أجرؤ على القول إنّنا في عصر وسيط جديد. كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ قد يُصاب داروين بالحيرة إذا ما علم بالانحلال الذي بلغه "التنافس بين بني البشر"، والذي يقود إلى عمليّة "الانتقاء الطبيعيّ". إنّ "قلب الظلام" الذي أجاد كتابته كونراد يتيح لنا فهم الكثير من الأشياء. لذا فإنّ ما أريده لهذا العالم هو وقوع معجزة.
يُضيَّق على الأقلّية المثقّفة باستمرار، لأنّها تسبّب القلق
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- بودّي لقاء ويليم شكسبير، على الأخصّ من أجل معرفة ما يكمن وراء شخصيّته، ومن يكون فعليًّا. فأنا أحلم، على عكس ما يُظنّ دائمًا وبإصرار، أن يكون رجُلًا واحدًا، ذا فطنةٍ فائقة. وقد يكون من المثير جدًّا الاستماع إليه، والنظر إليه بإكبار، وتأمّله وهو يكتب، أو في حياته اليوميّة، واكتشاف حسناته ومساوئه، وإدراك أسراره ومزاجه وحدود قدراته الإنسانيّة. بودّي الشّعور بأن أكون من مريديه المتواضعين، وأنْ أذوب في عذوبة إلهامه وعظمته. يُقال إنّ شكسبير فارق الحياة بعد سكرة كبيرة رفقة أفضل أصدقائه. حلمي أن أقضي يومي الأخير وسط بهجة حميميّة في سكرة رفقته، ما بين وجبة طعام وأُخرى على المائدة.
■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟
- إنّ التحدّي الأكبر هو إيجاد المحفّزات في عالمٍ يكافئ المتقاعسين، وما يُسمّون بالمؤثّرين وراقصات التعرّي، وكلّ الماكرين بنحو عام. ما جدوى البحث عن النقاء إذا كان النقاء لا يعني أحدًا؟ لذا فعلينا المقاومة، وإذا ما ارتقى نتاجنا الأدبيّ بشخصٍ واحد، وإثارة متعته، أو إذا ما أدّى إلى رقيّنا نحن أنفسنا، فهذا يعني أنّه يستحقّ العناء. وعزائي، على المستوى الشخصيّ، هو أنّني نزلتُ إلى أعماقي الذاتيّة، وأعماق العالم، عن طريق الحفر بالكتابة. وفي هذا، كما أسلفت، القليل من العزاء في الحقيقة، لأنّ عمليّة الفهم، أحيانًا، تكون شديدة الإيلام. ولكن، لا بأس بذلك، فلكلّ حرّية ثمن ندفعه، في هذا العالم الذي، في الحقيقة، لم يكن حرًّا قطّ.
■ ما هي قضيتك وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟
- ما قمت به في نتاجي هو أنْ رويت الحياة الصعبة لرجُل وُلد في عائلة معسرة وفي بلدةٍ فقيرة ومليئة بالناس الممتعضين. ثمّ وسّعتُ آفاقي وسعيتُ إلى الحديث عن المختلفين عنّي في هذه الأرض، بقدر ما أمكنني، نظرًا لمحدوديّة المعرفة لدى كلّ منّا، مهما درس وسافر. في ما بعد، وفي لحظة معيّنة، أدركت أنّه لا يمكن فصل الفنون بعضها عن بعض، ذلك أنّ المنبع الأساسيّ هو ذاته لها جميعًا. وقد أوقعني هذا في الإحباط، إذ شعرتُ أنّ عليّ امتلاك جميع الفنون من أجل التعبير عن البحر المضطرم والعذب الذي أشعر به في داخلي. لهذا السبب قرّرتُ تأسيس "الحركة التعاطفيّة" في عام 2020، لتتمكّن الفنون من الاجتماع لينبثق منها فنٌّ سامٍ، قادر على التعبير عمّا "لا تستطيع لغة الإنسان الفاني قوله". كان التعاطف، الذي وُلد في غمرة العزلة أثناء الجائحة، هو الإجابة التي شعرت بوجوب منحها للفنّانين، للشعوب، وللطبيعة نفسها، بغية السعي إلى الرقيّ.
عزائي أنّني نزلتُ إلى أعماقي الذاتيّة عن طريق الكتابة
■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟
- الترجمة "شرٌ" نافع لا بدّ منه، قد تؤدّي أحيانًا إلى الارتقاء بالنصّ الأصليّ. وباعتباري مختصًّا في الحقل اللغوي فليس بوسعي سوى امتداح نتائجها. ويجدر بي القول إنّها قد تكون عذبة وساحرة، بالنسبة للمترجم نفسه. أمّا خطرها فيكمن في الترجمات السيّئة التي تسبّب أضرارًا كبيرة. وبنحو عام من يمارس الترجمة فإنّه، بدوره، يمارس التأليف ويضفي على النصّ حساسيّته الخاصّة، وثقافته (التي يجب أنْ تشتمل أيضًا على ثقافة الكاتب المُترجَم).
أمّا في ما يخصّني، فقد تُرجمتْ بعض نصوصي إلى لغات مختلفة، وقد مكّنني هذا من "التحاور" مع الثقافات الأُخرى. بوسعي القول، إذًا، إنّه ليس ثمّة خسارة في الترجمة، إلّا في حالات نادرة جدًّا.
■ كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب فيها؟
- إنّ اللغة الإيطاليّة لغة راقية وموسيقيّة ومغرية، لذا أشعر أنّها مناسبة، بنحو خاصّ، لكتابة الشعر. انظر الأوبرا الموسيقيّة، على سبيل المثال، ومركزيّة اللّغة الإيطاليّة فيها، مع أنّها تستجيب لمتطلّبات المؤلّفين الإيطاليّين الذين كانوا كثر، لا لخيارات الجمهور اللغويّة المحدّدة. لا شكّ أنّ هذا الأمر جعل منها، بالنّتيجة، لغة يُنظر إليها على أنّها قادرة على صياغة الشّعر الأسمى. على الرّغم من هذا عليّ القول إنّه ليس ثمّة لغة أجمل من أخرى. لكنّ من يستخدمها يجعلها تسمو، عن طريق الفنّ.
■ كاتب منسي من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟
- يُنسى أغلب الشعراء في وقت مبكّر، لذا قد تكون القائمة لامتناهية: ألبيرتو بيـﭭـيلاكوا، وإدواردو سانـﮕـوينيتّي، فقط من أجل ذِكر شاعريْن رحلا منذ وقت ليس ببعيد، ونكاد لا نرى كتبهما في المكتبات. بوسعي ذِكر آخرين قد يبدون مجهولين تمامًا بالنّسبة للقرّاء الإيطاليّين متوسّطي الثقافة. والحقيقة هي أنّنا نوهم أنفسنا بأنّ الشعر، أو الأفلام أو الفنون البصريّة، تجعلنا خالدين، ولكنّنا تراب أصلًا، وستتعفّن أبياتنا على رفّ ما، حتّى لا يعود من الممكن قراءة حروفها. الشعر يبحث عن الخلود، ولكنّ الخلود، الذي لا ينتمي إلى العالم أو الكون، كيف يمكن أنْ يكون لنا؟
أنتمي إلى معايير أدبيّة ساحرة، لكنّها تستند إلى تاريخ شرس
■ لو بقي إنتاجك بعد 1000 سنة، كيف تحب أن تكون صورتك عند قرّائك؟
- أنْ يُنظر إليّ كشخص طيّب، وُلد سيّئ الحظّ وقرّر أنْ يهب نفسه كلّها للشعر، مع ما لديه من إمكانات الذكاء التي قد تجعل منه ثريًّا، وربّما مشهورًا في هذا الصِّنف من المجتمعات. أنْ أُذكَر كرجل اختار الطريق الأصعب كي يرتقي بنفسه وبالآخرين، ولم يهادن أبدًا، ولمْ يقبل بالفساد. كرجل كلّفته هذه الخيارات ثمنًا باهضًا، في عالم ينظر إلى النقاء على أنّه أمر مثير للضيق، لذا يعمد إلى تدنيسه وثَلبِهِ وكبْته. ولكن أودّ أنْ أُذكر أيضًا كرجُل وصل إلى القمّة التي كان يحلم بالوصول إليها مذ كان صبيًّا، عن طريق خياراته، وإنْ للحظات لا غير، وغمرته السعادة: كانتْ بهجة خالصة لا يمكن وصفها، وهي بالنسبة له أثمن من كلّ كنوز الأرض. لحظة عادلتْ حياة بأكملها.
■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟
- لطالما شعرت أنّ عالمكم قريب من عالمي الداخليّ. فالشوارع المعبّدة التي سرت عليها كانتْ صحارى بالنسبة لي. بركت مع أصدقائي العرب، وصلّيتُ بعد أنْ غسلت قدميّ وذراعيّ. أقول للقارئ العربيّ إنّه شرف كبير لي أنْ نعرف بعضنا بعضًا. ثمّة ارتعاش في شعري يشبه الارتعاش الذي ألمحه في عيونكم المليئة بالزهو، الحزينة دائمًا، المشحونة بالأمل. كونوا متعاطفين!
بطاقة
Menotti Lerro شاعرٌ وكاتبٌ مسرحيّ وناقدٌ أدبيّ وأستاذ جامعي إيطالي، وُلد في مدينة أومينيانو بمقاطعة ساليرنو عام 1980. تخرّج في كلّية اللغات والآداب الأجنبيّة، وكلّيّة الآداب، ونال شهادة الماجستير في الفنّ، وشهادة الدكتوراه. أسّسَ في عام 2020 "Il Movimento Empatico" (الحركة التعاطفية)، وهي حركة أدبيّة، فنّية، فلسفيّة وثقافيّة على مستوى دولي. من بين كتبه المنشورة: "الربيع" (مجموعة شعرية كُتبت بين 1997 و2008)، و"الصّيف" (مجموعة شُعريّة كُتبت بين 2008 و2020)، و"إغلاقٌ شامل. روائح الخريف" (2022)، و"نوتة معلّقة" (2023)، و"ذكرياتُ نهايةِ الألفيّةِ وشخصيّاتُها" (2024). وفي النثر: أوگوستو أورّيل: ذكرياتُ رعبٍ وشعر" (2007)، و"الهرب من أورّيل" (2012)، و"ألفان وأربعة وثمانون" (2013)، و"وحوش أنوير" (2019). وفي المسرح: "دونة جوانا" (2015)، و"الغوريلّا" (2015)، و"دكتور فاوست" (2018)، و"وحدة الأساطير" (2021). و"شذرات وخواطر" (2013). قرص موسيقي (نصوص مينوتّي وموسيقى توماس كريزيمون: "نبضات اللّيل" (2015). وفي النقد الأدبيّ: "سرد الذات شعريًّا" (2012)، و"The importance of Being Normal" الذي صدر عام 2018، و"المدرسة التعاطفية" (2020)، و"The Empathic Movement" الصادر عام 2023.