كاتب من العالم: مع خريستوس كوكيس

15 اغسطس 2024
خريستوس كوكيس
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **المشهد الأدبي والثقافي في اليونان**: يصف خريستوس كوكيس المشهد الأدبي في اليونان بأنه يشبه المشهد السياسي، حيث ينعزل الموهوبون ويدير متوسطو الموهبة المنظمات الثقافية. ينصح بقراءة "الغريب" و"الطريق الصعب"، ويؤكد أن الحب مكوّن أساسي في كتاباته.

- **اهتمامات خريستوس كوكيس**: يهتم بتغيّر الحدود وميزان القوى العالمي، وإدراك الغرب لسلامه المبني على دماء الآخرين. يتمنى تحرير الإنسان من المخاوف والدفاع عن كرامة الإنسان.

- **علاقته باللغة والثقافة اليونانية**: يعشق اللغة اليونانية لثرائها، ويرى أنها جسده الذي لا يُهزم. يتمنى أن يُذكر كرجل دافع عن الضعفاء، ويأمل أن يتعلم من الثقافة العربية.

تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع القارئ العربي. "التغيير الذي أتمنّاه هو أن يحيا الإنسان متجاوزاً المخاوف والأنماط، أن يدافع عن كرامة الإنسان والقيم الإنسانية"، يقول الشاعر والناقد اليوناني خريستوس كوكيس لـ"العربي الجديد".



■ كيف تُقدّم المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟

- المشهد الأدبي في بلادي يشبه بدرجة أو بأخرى مشهدها السياسي. الموهوبون والمتميزون منعزلون ومنسحبون بإرادتهم. ومن يقتسم التمويل ويدير المنظمات هم متوسطو الموهبة، ويفعلون ذلك ببساطة وسهولة. هناك نصوص رائعة تضيع في الانكفاء والشقاق. لكن الربيع قادم، ولن توقفه العقول المحدودة التي تجمَّعت حولنا.


■ كيف تُقدّم عملك لقارئ جديد، وبأي كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟

- أنصح بكتابيّ الأخيرين "الغريب" و"الطريق الصعب"، فهما الأكثر تمثيلاً لكتاباتي. أمّا بالنسبة لأي قارئ جديد، فأودّ أن أقول له إنني أكتب مجازيّاً وأستخدم الحب كمكوّن أساسي للحياة، ولكن أيضاً كستار دخان للحديث عن قضايا الحياة المهمة الأخرى.


■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟

- ما يشغلني هو تغيّر الحدود وميزان القوى العالمي الذي يلوح قريباً. وكيف بدأ الغرب وأوروبا يدركان أنّهما أسّسا سلامهما لعقود طويلة على دماء وأمن بقية العالم. تشغلني أيضاً قضيتان رئيسيتان، هما: كيف للشعر أن يتمكن من إثارة الأسئلة والملاحظات الصحيحة، وكيف يمكن للناس العاديين أن يتبيَّنوا الحقيقة بطريقة فاعلة.

كيف للشعر أن يتمكن من إثارة الأسئلة والملاحظات الصحيحة؟

■ ما أكثر ما تحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها وما هو أكثر ما تتمنى تغييره فيها؟

- أكثر ما يعجبني وأحبّه في الثقافة التي أنتمي إليها هو اللغة اليونانية، ويعود ذلك لثرائها وقوة تعابيرها التي ساهمت في تطوّر الفنون والعلوم جميعها. أما ما أودّ أن أغيّره فهو افتقار الحياة العادية إلى الجماليات، والمنطق السائد عند الخصومة. في بلادي ليس ثمة رؤى واضحة، وهذا حقاً مؤلم. 


■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- كنت سأكتب عروضاً مسرحيَّة، وأختار أن أروي المزيد من القصص والحكايات. المسرح يحافظ على لغة الإنسان والقصص والحكايات الإنسانية هي العمود الفقري لأساس وجودنا والدليل عليه.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- أعتقد أن التغيير الأكبر الذي أتمنّاه للعالم هو التحرّر من البرجوازية الصغيرة، أن يحيا الإنسان متجاوزاً المخاوف والأنماط، أن يدافع عن كرامة الإنسان والقيم الإنسانية.

أسّس الغرب وأوروبا سلامهما على دماء وأمن بقية العالم

■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- بلا شك، أود أن أقابل ألبير كامو، المفكّر العظيم، كي أقول له: لقد تم إثبات الوجودية، وأنّها الطريقة التي تمكّنتُ بواسطتها من أن أعيش وأكتب باعتزاز.


■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرّية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟

- التحدي الأهم هو أن لا يخون الكاتب أبدية الزمن من أجل كسب الفترة الراهنة والشهرة الزائلة. حينها فقط سيكون حراً في كتابة الحقيقة العالمية.


■ ما هي قضيتك وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟

- كنت قد أقسمت أن أبوح بالحقيقة كشاعر، وألا أنتهك أو أهين قيمة الكلمة. في شعري تساؤل دائم عن مصير الإنسان، كما أتساءل دائما عمّا إذا كانت التكنولوجيا تستحق الكثير منّا مقابل فقدان الروح. أشعر بقلق شديد إزاء السهولة التي نروّج ونتداول بها صدماتنا النفسيَّة مقابل قدر زائف من المجد والشهرة والمال.


■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟

- لا أتفق مع هذا المقولة، لأنَّ المترجمين الجيّدين لا يكتبون القصيدة، بل يساهمون في ملاءمة القصيدة بنقاء ونبل في لغة أخرى. المترجمون الجيّدون لا يغيّرون درجة حرارة القصيدة أو سرعتها. بل يغيرون لهجة هالتها فحسب. وفي شعري، للمترجمين تأثير محدود وإيجابي.


■ كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب بها؟

- اللغة التي أكتب وأفكر بها عمرها آلاف السنين، وهذا وحده يعطيني الحق والامتياز الرائعين للنمو معها، والصراع معها، والألم معها. وهي معركةٌ لا يمكن الفوز بها، إلا إذا فقد المرء نفسه فيها. ولن تفوز بها إذا أعلنت الإفلاس أمامها. لغتي هي جسدي الذي لا يُهزَم.  


■ كاتب منسي من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟

- أودُّ كثيراً أن يعرف العالَم خارج اليونان الشعر العميق والراديكالي لمانوليس أناغنوستاكيس Manolis Anagnostakis؛ الشاعر الذي يتمتع بشجاعة لا مثيل لها، وكلمات راسخة في سماء الإنسانية وفي قلوب الناس الحقيقيّين.


■ لو بقي إنتاجك بعد 1000 سنة، كيف تحبّ أن تكون صورتك عند قرّائك؟

- أود أن يتم تذكّري كرجلٍ قاتل ودافع عن جميع الضعفاء والمظلومين، أولئك الذين سقطوا واحتاجوا إلى يد تُسندهم. أولئك الذين فقدوا لغتهم وأعطيتهم الشعر والكلمات.


■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟

- روحي تحمل مسحةَ الشرق الأدنى. وأود القول لقرّائي العرب أن يطلعوني على ثقافتهم ويعلموني إيّاها أملاً بأن أصبخ شاعراً أفضل، وأن أستطيع في يومٍ من الأيام التعبير عن أعمق احتياجاتهم وأرواحهم.



بطاقة

Christos Koukis شاعر وكاتب يوناني من مواليد أثينا عام 1979. عمل في مجلات شعرية وثقافية، وشارك في مشاريع ثقافية عديدة، من بينها "وثائقي أثينا 14" الدولي. تُرجمت قصائده إلى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والصربية والرومانية والسلوفينية والإيطالية والتركية ولغات أخرى. من أعماله الشعرية: "ما بعد الجمال" (2011)، و"مفارقة الشمس الكبرى" (2013)، و"يوميات للعشّاق" (الغلاف/ 2014). يعيش ويعمل في أثينا.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون