استمع إلى الملخص
- يبرز المعرض الحركة الحداثية في أوكرانيا كاستجابة للتحولات الجيوسياسية والاجتماعية، مع تجارب فنية جريئة في ظل الحروب والكفاح من أجل الاستقلال، ويعكس تأثير ثلاثة مراكز ثقافية رئيسة في أوكرانيا.
- يُسلط الضوء على أعمال كازيمير ماليفيتش وأوليكساندر بوهومازوف وديفيد بورليوك، وغيرهم من الفنانين الذين أثروا في الفن الحديث، معرفًا بتيارات مثل التكعيبية والمستقبلية والتفوّقية، ومساهماتهم في تجديد الشكل واللون.
يُضيء معرض "في عين العاصفة: الحداثة في أوكرانيا 1900 - 1930"، الذي يُفتتح مساء السبت المقبل في "الأكاديمية الملكية للفنون" بلندن ويتواصل حتى الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، مجموعة من الأساليب الفنّية والهويات الثقافية في أوكرانيا خلال تلك الفترة.
يضمّ المعرض حوالي خمسة وستّين عملاً تتنوع بين اللوحات الزيتية والرسومات التخطيطية، وكذلك تصاميم الكولاج والمسرح والسينما، والعديد منها معار من "المتحف الوطني للفنون" و"متحف المسرح والموسيقى والسينما" في كييف، تستعرض أبرز مراحل تطوّر الفن الأوكراني خلال العقود الأولى من القرن الماضي.
ويشير بيان المنظّمين إلى أنّ "الحركة الحداثية في أوكرانيا ظهرت على خلفية انهيار الإمبراطوريات، والحرب العالمية الأُولى، والكفاح من أجل الاستقلال، وتأسيس أوكرانيا السوفيتية في نهاية المطاف، وأنّه على الرغم من هذه الاضطرابات العميقة، شهدت هذه الفترة العديد من التجارب الفنية الجريئة والازدهار الحقيقي للفن والأدب والمسرح في البلاد".
وتُعبّر اللوحات المعروضة عن مدارس وتيارات انخرط فيها الفنانون الأوكرانيون، مثل التكعيبية والمستقبلية والتفوّقية (أو السوبرماتية)، وكذلك الرسومات التي تنتمي إلى تقاليد الرسم التي كانت سائدة خلال عصر النهضة.
وينظّم المعرض بعد إصدار كتاب يحمل العنوان ذاته العام الماضي، من إعداد مؤرّخ الفن والكاتب الأوكراني كونستانتين أكينشا، الذي يعود إلى مرحلة صعدت خلالها ثلاثة مراكز ثقافية رئيسة في أوكرانيا؛ هي: خاركيف، وكييف، وأوديسا، احتضنت الفن الطليعي المشتبك مع قضايا عديدة منه الهويات الجيوسياسية المعقدة في بلد يضمّ مكونات ثقافية متعدّدة، كما يتناول مساهمة أوكرانيا في الفنّ الحديث.
تُعدّ تجربة الفنان كازيمير ماليفيتش (1879 - 1935) الأبرز في المعرض، وهو أحد مؤسّسي "حركة السوبرماتيزم" (التفوّقية)، حيث توجّه إلى التجريد في أقصى مداه، معلناً نهاية المنظور والتمثيل الموضوعي في الفنّ، وطَرح مفهوم تفوُّق اللون والشكل باعتبارهما التجسيد الحقيقي للقيمة الجمالية.
كما يضمّ المعرض أعمالاً للفنّان أوليكساندر بوهومازوف (1880 ــ 1930)، الذي مثّل تيار الفن الملتزم بعد انتصار الثورة البلشفية، حيث صوّر موضوعات منها كفاح العمّال ويومياتهم، وانطوت تجربته على تجديد في الشكل واللون، والشاعر والفنان ديفيد بورليوك (1882- 1967) الذي ارتبط اسمه بالمدارس المستقبلية، والبدائية الحديثة.
ومن الفنانين الآخرين الذين يعرض المعرض أعمالهم: سونيا ديلوناي (1885 - 1979) التي تنوّعت ممارستها بين الرسم والمنسوجات والأزياء والتصميم المسرحي، وألكسندرا إكستر (1882 - 1949) التي تركت تجربتها تأثيراً على مدارس العمارة والتصميم، وإل ليسيتسكي (1890 - 1941) الذي قدّم أعمالاً بارزة في الرسم والتصميم والطباعة واشتغل مع ماليفيتش على تطوير "حركة السوبرماتيزم"، وأولكسندر بوهومازوف (1880 - 1930) الذي كان مهتماً بالجانب النظري حيث وضع دراسات عدّة، وميخايلو بويشوك (1882 - 1937) الذي أسس "أكاديمية الفنون الأوكرانية" عام 1917، ونفّذ اللوحات الجدارية والفسيفسائية التي تعبّر عن الفن الثوري آنذاك.