يقيم غاليري "صالح بركات" في بيروت، حالياً وحتى نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل، معرضاً للفنانة اللبنانية سمر مغربل تحت عنوان "فن النصر"، يضم مجموعة من أعمال الخزف تشكل في مجموعها سلسلة لمفهوم واحد تتناول فيه الفنانة الخراب والتفتت بمعناه السياسي والاقتصادي.
يتضمن المعرض مجموعة كبيرة من أنابيب العادم صغيرة الحجم والتي غالبًا ما تكون مثنية، وتمثل الفنانة من خلال عوادمها الملتوية انهيار النظام الذي يعالج النفايات ويزيلها. وتسلط الضوء على إرهاق الحياة ونضوبها في أعقاب الأزمات المستمرة التي مرت على بيروت من الانهيار الاقتصادي إلى الانتفاضة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وصولاً إلى كورونا، وليس انتهاء بانفجار مرفأ بيروت آب/ أغسطس الماضي.
تشير الأعمال بشكل مجازي إلى عدم القدرة على التعامل مع الصدمات من جهة، ومن جهة أخرى، تقدم وجهة نظر في فن الخزف نفسه الذي تقدمه مغربل، بوصفه فناً قابلاً لأن يكون معاصراً وبأنها مادة خام يمكنها أن تتحول إلى منحوتات تخاطب الراهن والسياسي، وهو أمر يسم كل تجربة مغربل مثل ما فعلت سابقاً في معرضها "أنا بيروت فارحموني".
تمثل الفنانة من خلال عوادمها الملتوية انهيار النظام الذي يعالج النفايات ويزيلها
تتراوح أحجام أعمال الفنانة بين ضخمة الحجم والصغيرة، الضخمة تقارب قوس النصر، ولكنها تحولها من قطعة رخام بديعة كما هو معتاد إلى مجرد عادم ملتو وخرب من الخزف، وكذلك تفعل بالقطع الصغيرة، فالأساس في مفهوم هذا المعرض هو إتلاف ما يفترض أنه يساعد في تقليل التلف من جهة، لكنه قد يسبب الكثير من الضرر من جهة أخرى، مثل ما تفعل عوادم السيارات في بيروت من تلوث على سبيل المثال.
مغربل (بيروت 1958) درست السيراميك والخزف على يد الفنانة دورثي سلهب كاظمي، قبل أن تلتحق بجامعة غولدسميث في لندن للتخصص فيه، لتعود لاحقاً وتصبح أستاذة الخزف والسيراميك في الجامعة اللبنانية الأميركية. حازت عدة جوائز عن أعمالها داخل وخارج لبنان.