فن الشارع في تونس: اعتراف عبر الطوابع البريدية

24 مايو 2021
عمل لـ إل سيد في مدينة قابس التونسية (من موقع الفنان)
+ الخط -

كثيراً ما ردّد متابعو الشأن الفني في تونس أن الأشهر القليلة بعد الثورة جعلت من الشارع أقرب إلى لوحة عملاقة نظراً لتعدّد الرسومات عليها، سواء منها ذات الصبغة الشعاراتية، أو تلك التي تنتمي إلى فن الغرافيتي، إضافة إلى العروض الموسيقية والمسرحية، وقد نشطت وقتها العديد من الفرق مثل "أهل الكهف" و"زواولة" و"مولوتوف" و"فني رغماً عني".

لكن هذه الموجة ظلّت على هامش الثقافة الرسمية، وفي ما عدا تبنّي وزارة الثقافة لعددٍ من التظاهرات التي تدعو فناني الشارع فلا يمكن الحديث عن اندماج هذه الأشكال الفنية في المنظومة العامة كي تحظى باعتراف الدولة والنقّاد والإعلاميين، مع استثناءات قليلة مثل تخصّص بعض الباحثين في الفنون البصرية في دراسة الظواهر الفنية في الشارع.

تبدو فنون الشارع التي أخذت تفرض الاعتراف بها خارج دوائر وزارة الثقافة، من ذلك أن مؤسسة "البريد التونسي" قد أصدرت منذ أيام أربعة طوابع بريدية تحت وسم "فن الشارع في تونس"، وضمّت أعمالاً لـ إل سيد، وإنفادر، وديبا، وجاك.

وأشار بلاغ للمؤسسة أن هذه المبادرة تأتي من نظرة يتبنّاها "البريد التونسي" لفن الشارع باعتباره "منهجاً تعبيرياً مستقلاً جذب اهتمام العديد من الفنانين وخاصّة الشباب". كما جرت الإشارة إلى أن هذه الإصدارات الجديدة تندرج في إطار المساهمة في مزيد من التعريف بفنّ الشارع في تونس.

إلى جانب هذا الاعتراف من قبل إحدى أبرز مؤسسات الدولة التونسية، يمكن أن نشير إلى تعاطف شعبي واسع مع فن الشارع حتى أن حملات قامت ضدّ عمليات المسح التي قامت بها بلدية تونس العاصمة لرسومات الغرافيتي في تونس وجرى اعتبارها توثيقاً للثورة، كما أن الرئيس التونسي الحالي قيس سعيّد أشار في أحد تصريحاته أن دستور تونس الجديد ينبغي أن ينبع مما كتبه الشباب على الجدران زمن الثورة.

المساهمون