فنون وعمارة الهند.. في أربعمئة عام

24 فبراير 2022
(من المعرض)
+ الخط -

 خلال الحكم المغولي الذي تأسّس عام 1526، شهدت الهند تطوّراً هائلاً في الفنون والعمارة وصناعة المنسوجات نتيجة التأثيرات المتعدّدة، سواء الفارسية منها أو التركية أو العربية أو الأوروبية التي أضافت الكثير إلى التقاليد الهندوسية السائدة في البلاد، فظهرت المنمنمات والزخرفة الإسلامية وفن البورتريه الواقعي وغيرها.

حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، يتواصل في "غاليري لورينغ أغسطين" بمدينة نيويورك معرض "البلاط  والملاحم والروح الهندية من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر"، والذي افتتح نهاية الشهر الماضي بالتعاون مع "غاليري تريبيكا".

يضيء المعرض الاتجاهات الفنية التي سادت في الهند خلال تلك الفترة، وارتباطها الوثيق بالقصص الشعبية، حيث شكّل الرسم وسيلة أساسية لتدوين الحكايات والأساطير الهندية عبر التاريخ، لكن موضوعاتها وشخصياتها تغيّرت مع دخول الثقافة الإسلامية.

(من المعرض)
(من المعرض)

من بين الأعمال المعروضة نماذج من الرسومات التي وثّقت "ملحمة الأمير حمزة" (حمزة نامه) التي استعارها الهنود من الثقافة الفارسية في عصر الإمبراطور جلال الدين أكبر، وهي بالأساس ملحمة شعرية حول بطولات حمزة بن عبد المطلب، وتحتوي حوالي ألف وأربعمئة مخطوطة مصوّرة أنجزها الرسامان الهنديان ميرسيد وعبد الصمد لصالح البلاط المغولي.

تعددّت النسخ المروية من هذه الملحمة التي اهتمّ بها الفنانون على نحو كبير خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر؛ حيث كُتبت باللغات الأردية والفارسية والهندية، وتباينت الرسوم في كلّ نسخة منها بحسب الفوارق بين هذه الثقافات، والأساليب المختلفة لرساميها.

(من المعرض)
(من المعرض)

كما تُعرض لوحة بعنوان "تفتّح زهرة اللوتس" نُفّذت في ولاية راجستان خلال القرن التاسع عشر بأصباغ ملونة على قماش قطني. ويمثّل اللوتس أحد أهمّ الرموز المقدسة في الحضارات الهندية القديمة التي ظل أثرها حاضراً خلال العهد المغولي، إلى جانب أعمال فنية تصوّر زوجات الإله كريشنا تعود إلى القرن الثامن عشر، والعديد من المناظر الطبيعية، حيث تتكرّر رسومات الأفيال في الاحتفالات.

ويحتوي المعرض بورتريهات لعدد من الملوك والأمراء والنبلاء، والتي رُسم بعضها على الورق عبر استخدام أصباغ ذهبية وفضية، ورسومات تصوّر معارك وحروباً استُمّدت أحداثها من ملحمة "الشاهنامه" للفردوسي، وأخرى مستمّدة من تاريخ الممالك الهندية التي سبقت وصول المغول.

يبرز المنظّمون تطوّر العمارة أيضاً من خلال عرض رسومات لأبنية تاريخية في ولاية ديكان شمال الهند التي احتضنت مراكز مهمة للإمبراطورية المغولية.

المساهمون