فلاح السعيدي.. فوضى الحلم والواقع

04 ابريل 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يتتبّع فلاح السعيدي في لوحاته مشاهد تنتمي إلى الحياة اليومية في بغداد والمدن العراقية، حيث تحتشد الوجوه والأمكنة والمناخات التي لا يراها كأيقونات مصمتة على الجدار، بقدر ما يركّز على الفعل الإنساني والطقوس التي تحيل إلى أبعاد أسطورية وميثولوجية.

يبني الفنان التشكيلي العراقي (1976) عناصر عمله بلغة سردية واقعية، لكنه یعید تركیب الأشكال والعناصر في الواقع من خلال امتزاجها بالفنتازيا ورؤية حلمية في تخييل الحيوانات والمفردات المستمّدة من الطبيعة، ساعياً إلى توليد الرموز والدلالات في جميع رسوماته ضمن أسلوبه التجريدي التعبيري.

(من المعرض)
(من المعرض)

"النشور الزجاجي الافتراضي" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح الاثنين الماضي في "المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا" بالدوحة، ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من كانون الأول/ يناير المقبل، حيث يضمّ مجموعة مختارة من أعماله خلال السنوات الماضية.

تتيح "كتارا" على موقعها الإلكتروني جولة افتراضية في أنحاء المعرض عبر تقنية ثلاثية الأبعاد، للاطلاع على الأعمال المعروضة، ومنها "طائرات ورقية" التي نفّذها بزيت على قماش بأبعاد 100 سم* 100 سم، وفيها تتراءى الأجساد كأنها في مستوى ثانٍ في حركتها وعلاقتها بين بعضها بعضاً خلف طائرات ورقية، التي تتطاير في الأجواء، وفيها يتداخل البني والأخضر بتدرجاتهما المتنوّعة مع ألوان أخرى.

(من المعرض)
(من المعرض)

كما تُعرض لوحة "خيول"، وهي منفّذة بزيت على قماش أيضاً بمقاسات 60* 80 سم، وفيها يعدو فرسان تتداخل ألوانهما مع محيطهما، بحيث يبدوان كأنهما نقش على صخرة مع الإحساس بتقادم الزمن على سطح اللوحة بما يوحي، وتتكرّر الخيول في لوحات أخرى لكن بألوان متنوّعة، وكأنها تحاكي حركة الوقت ومروره وتراكم تفاصيله في حياة الإنسان، مع ما يولده الحصان من دلالات مختلفة مثل القوة والجمال والبطولة والصلابة.

يقدّم السعيدي في لوحة "المهرجين" ذلك الحزن الداخلي والآلام التي يعيشها المهرّج ولا تنعكس على خارجه، بينما مهمّته الأساسية في الحياة هي إضحاك الآخرين، والتي تمّت مقاربتها كثيراً في تاريخ الفن، لكنه يعالجها من خلال فوضى لونية وتركيبية كأسلوب خاص به، كما يفعل في لوحات أخرى ينزاح فيها أكثر نحو الطبيعة أو الفرسان الذي يركبون أحصنتهم، أو في المقهى وغيرها من الأمكنة المدينية التي يختارها أيضاً.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون