"فجأة، توقّف العالم": الحَجْرُ في دفاتر رودي باور

06 يناير 2021
من دفتر الأول من مايو، رودي باور
+ الخط -

ضمن اشتغالاته الإبداعية المتنوّعة، من المعمار إلى أغلفة الكتب، عُرف المصمّم السويسري رودي باور (1956) باعتماده كثيراً على العلامات الإشارية، ونموذجها الأبرز إشارات الطرقات، حيث تنقل المعنى من دون حاجة إلى ارتباط بثقافة ما، كما هو الحال مثلاً مع العلامات اللغوية.

خلال فترة الحجر الصحّي التي عرفتها معظم بلدان العالم ربيع السنة المنقضية، انهمك باور في تسجيل يومياته، ولم تكن بعيدة عن مفردات عالمه البصري الذي عُرف عنه. مرّة أخرى بدت العلامات الإشارية الناقل الرئيسي لأفكاره. أكثر من ذلك جعل منها المصمّم السويسري أداة سرد.

تحضر مجموعة اليوميات هذه في معرض افتتح أمس في "المعهد الثقافي الفرنسي" في الدار البيضاء، ويتواصل حتى الأول من شباط/ فبراير المقبل، وهي أعمال يشير إلى أنها بدأت فكرتها في 12 نيسان/ إبريل 2020 منذ أن سمع رقماً أدهشه، وهو أن ثلاثة مليارات من البشر يقاسمونه نفس الوضع، ومن هنا شعر بالتقاطع بين أدواته البصرية، والتي تطمح إلى التعبير عن المشترك البشري، والموضوع الذي قرّر الاشتغال عليه.

يُذكر أن باور لديه الكثير من المؤلفات، أبرزها: "الفن المعاصر" (1988)، و"مبانٍ" (1998)، و"أنظمة التوجيه داخل المدينة وفي محيطها" (2001)، و"العلامات الإشارية" (2002)، و"101 كلمة من معجم التصميم" (2011)، و"المعمار والغرافيك" (2018).

كذلك عُرف باور بأعمال في الفضاء العام مثل تصميم واجهة "مركز بومبيدو" في باريس، وصمّم نظم العلامات الإشارية داخل فضاء المركز، وقدّم حول ذلك محاضرات عدة تربط هذا النموذج من التصميم مع تطوّرات الفن الحديث. كذلك يحضر باور في تصميمات أخرى نجدها في محطّات القطار والمؤسّسات التعليمية.

المساهمون