فاضل السباعي.. رحيل قبل "رياح كانون"

26 نوفمبر 2020
(1929 - 2020)
+ الخط -

ينتسب الكاتب والناشر السوري فاضل السباعي (1929 – 2020) الذي رحل أمس في دمشق، إلى تيار من كتّاب الرواية والقصة  برز في الخمسينيات، وكان يرى أن أزمات المجتمع مردّها أخطاء من يقوده، وليست مشاكل في بنيته كما أشار إليها تيار الواقعية الذي مثّله سعيد حورانية وحسيب كيالي وآخرون.

ولد الراحل في زقاق الزهراوي بحلب، في بيت سكنه والي المدينة زمن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، كما أشار في أكثر من موضع، وربما ذلك ما أكسبه انتماءه العميق إلى التاريخ العربي الإسلامي الذي أفرد لرموزه عدّة مؤلّفات، حيث أصدر سيَراً لكلّ من طارق بن زياد وعقبة بن نافع وموسى بن نصير وعمرو بن العاص وآخرين.

كما أن نشأته في عائلة تتكوّن من تسعة عشر طفلاً أنجبهم والده من زواجين أثّرت عليه كثيراً، ودفعته إلى كتابة قصة بعد أربعين سنة بعنوان "صغير على الهمّ" في مجموعته "الألم على نار هادئة" (1982)، وهنا تجدر الإشارة إلى أن السباعي كان يقتل الأب في العديد من نصوصه وغالباً ما يموت بسبب مرض، ليترك نساء وأطفالاً يواجهون الحياة بإرادة قوية وعزيمة لا تلين.

بدأ السباعي بكتابة الشعر قبل أن يكتب القصة القصيرة منذ الخمسينيات، كما كتب الرواية والمقالات، وأسس دار "إشبيلية للنشر والتوزيع" في العاصمة السورية، وكان قد تخرّج عام 1954 من كلية الحقوق في "جامعة القاهرة"، ومارس المحاماة في حلب كما عمل مدرساً بثانوياتها.

بدأ بكتابة الشعر قبل أن يكتب القصة القصيرة منذ الخمسينيات

وعمل موظفاً في عدد من المؤسسات في سورية، بدءاً بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم المكتب المركزي للإحصاء، قبل أن يشغل موقع مدير الشؤون الثقافية في "جامعة دمشق"، وكان حتى تقاعده عام 1982 من وزارة التعليم العالي، كما عمل في مجال حقوق الإنسان، وكان أحد الأعضاء المؤسسين في "اتحاد الكتاب العرب" منذ 1969.

اعتقل مطلع الثمانينيات خلال لقائه عدداً من الطلبة في أحد مدرجات جامعة حلب وأودع الزنزانة، حيث أشار إلى اعتقاله في أكثر لقاء، وظلّ حتى رحيله نائياً بنفسه عن السلطة وظلّ مناهضاً للاستبداد في كتاباته منتقداً ممارسات النظام، خاصة في تعامله مع الانتفاضة الشعبية عام 2011.

أصدر عن "دار إشبيلية" التي أسسها عام 1987، عدداً من كتبه وبينها مجموعات قصصية تبدأ بمجموعة "الشوق واللقاء" التي ألفها في حلب عام 1957، إضافة إلى أربع روايات هي "ثم أزهر الحزن" التي نشرت في بيروت عام 1963، ورواية "ثريا" في العام ذاته، ثم "رياح كانون" في بيروت أيضاً عام 1982، ورواية "الطبل" في دمشق عام 1992 إضافة إلى عدد من كتب سير الشخصيات، وأدب الرحلات، وترجمت بعض قصصه إلى عدد من اللغات بينها الإنكليزية، والفرنسية، والروسية.

في تدويناته الأخيرة عبر صفحته الشخصية، كان السباعي يصور بعض ما يعانيه مع المرض، وفي حيث دوّن منذ نحو أسبوعين قائلاً "يا الله، لقد أتعبتني أوجاع الجسد، وصروف الحياة، فخذني إليك يا الله".

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون