في عام 2021، قدّم الكاتب والمخرج الجزائري فؤاد روايسية أوبريت "القدس أرض الله الطاهرة" والذي تضمّن مجموعة من اللوحات التي أدّاها عدد من الفنانين العرب، منهم محمد صبحي من مصر وخالد بوزيد من تونس وأمين الوهابي من المغرب وحكيمة بولانجي ومبارك دخلة من الجزائر.
الأوبريت الذي تمّ تحويله إلى فيلم، يروي قصة صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال منذ النكبة عام 1948،، كما يصوّر جانباً من بطولاته في مواجهة العدو، وتمسّكه بحق العودة، بالاعتماد على الحوار والأغنية والموسيقي والاستعراض.
أعلن روايسية أول أمس الأحد عن استعداده لعرض عمله المسرحي "الأميرة والسجان" التي يؤديها اثنا عشر ممثلاً وممثلة، وتدمج فصولها بين الدراما وأداء الجسد (كوريغرافيا) وبين الموسيقى، وتتناول واقع الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية.
وتجري التحضيرات للعمل الذي ينتجه "المسرح الجهوي محمود تريكي" للموسم 2023-2024، في مدينة قالمة (400 كلم شرق الجزائر العاصمة)، حيث يستند المخرج إلى نص من تأليفه تدور أغلب أحداثه داخل أحد سجون الكيان الصهيوني، حيث توجد أسيرة فلسطينية منذ سنوات عدّة، تحمل اسم "شروق مقدسي كنعان".
وفي تصريحات صحافية، أوضح روايسية بأن "ثبات وكبرياء هذه السجينة، التي هي عميدة السجينات الفلسطينيات، خلق حالة من الاضطراب النفسي لدى السجّانة الصهيونية التي أطلق عليها الكاتب اسم "رافايا" والتي تدخل في دوّامة من القلق والتشتُّت الفكري، لكونها لم تستطع فَهْم كيف لهذه الأسيرة أن تبدو راضية وثابتة على إيمانها بقضيّتها ومتطلّعة لتحرير أرضها، رغم التعب والألم والتعذيب، وفي المقابل لماذا تعيش سجّانتها القلق والاضطراب، رغم توفر كافة ظروف العيش والرفاهية".
ويلفت إلى اختيار لهذه السجينة اسماً متعدّد الرموز، حيث أنّ شروق تمثّل الأمل في الحرّية، أمّا المقدسي فهو مُرتبط بالقدس عاصمة فلسطين الأبدية، في حين كنعان فهو تعبير عن امتداد التواجد الفلسطيني بالمنطقة وأحقيّته في أرضه، وتتضمّن المسرحية مشهداً لإنجاب إحدى الإسيرات طفلاً في إحالة إلى انتقال المقاومة من جيل إلى آخر.
وانطلقت التدريبات على المسرحية مباشرة بعد نهاية الورشة التكوينية للممثّلين، تستمرّ أسبوعاً كاملاً، والتي تهدف إلى تجسير العلاقة بين الكاتب والمخرج والممثّل، وتتضمن أيضاً جانباً تطبيقياً في مختلف تقنيات الأداء الصوتي والحركي المرتبطة بموضوع المسرحية.