غياب مارسيل كونش: تغذية الحاضر بالفلسفة القديمة

07 مارس 2022
مارسيل كونش في 2014
+ الخط -

بعمر المئة عام، رحل الأسبوع الماضي واحد من أكثر مفكّري فرنسا غزارة تأليفية؛ مارسيل كونش (1922 - 2022) الذي تخصّص في الفلسفة القديمة وجعل منها مادة مستساغة لقرّاء اليوم.

لكن كونش لم يكرّس مؤلفاته للفلسفة القديمة وحدها، فقد اهتمّ كثيراً بكتابات ميشيل دو مونتاني (القرن السادس عشر)، ومارتن هايدغر (القرن العشرين)، وأثبت أن الفكر الحديث يمكن مقاربته بأشكال طريفة إذا جرى الاستناد إلى ثقافة فلسفية متسعة. 

في هذا الإطار، وضع مؤلفات من بينها: "مونتاني أو الوعي السعيد" (1964)، و"مونتاني والفلسفة" (1987)، و"هايدغر مقاوماً" (1996)، كما قدّم درساً في "كوليج دو فرانس" اعتبر قراءة فريدة في فكر نيتشه حين ربطه بالتيارات الروحية للشرق.

أما في تخصّصه في الفلسفة القديمة، والتي تمسح العصور الثلاثة الكبرى لها؛ الإغريقية والهلستينية والرومانية، فقد قدّم أبرز مفكّري تلك العصور مثل لوكريس وأبيقور وأناكسيمندر وهيراقليطس وبارمينديس، وكما يمكن ملاحظة أن كونش اشتغل على فلاسفة غير مكرّسين، حيث يعتبر أن تاريخ الفلسفة تركّز حول أفلاطون وأرسطو، وهو بالتالي تاريخ منقوص.

كما ألّف كونش أعمالاً في الفلسفة العامة، واعتبر أحد أكثر المعاصرين اهتماماً بالميتافيزيقا، ومن أبرز أعماله: "الموت والفكر" (1974)، و"الزمن والقدر" (1980)، و"معنى الفلسفة" (1999)، و"الميتافيزيقا" (2012).

المساهمون