استمع إلى الملخص
- الإرث الثقافي والفني: يسلط الضوء على الإرث الثقافي والفني الفلسطيني، بما في ذلك الموسيقى والرقص الشعبي والتطريز، ويوثّق سلسلة الحروب على فلسطين منذ وعد بلفور حتى الحروب الأخيرة في غزة.
- القانون الدولي والتضامن العالمي: يستعرض انحياز القانون الدولي لـ"إسرائيل" واستخدام الفيتو الأميركي، وأثر ذلك على حقوق الفلسطينيين، بالإضافة إلى حركات التضامن العالميّة ودور حركة المقاطعة (BDS).
تعود إحدى المواد الأرشيفية التي يتضمّنها معرض "غزّة الباقية" في "المتحف الفلسطيني" ببيرزيت، إلى الأب سويرس الأنطاكي، أو سويرس الغزّي، الذي عاش في دير بقرية مايومة بالقرب من غزّة خلال القرن السادس الميلادي، واستطاع أن يضع نظاماً موسيقياً يعتمد على أربعة سلالم أساسية، ألهمت في ما بعد السلالم الكنسية الغربية والتراتيل الغريغورية.
التعريف بسويرس الغزّي يأتي أسفل رسم توضيحي لجوقة كنسية ترتّل ترانيمها ضمن مادة تحمل عنوان "حناجر الفلسطينيين غنّت، منذ الأزل، حكاية الأرض"، مع معلومات إضافية حول الزجل الشعبي الذي يرتبط بأغاني الصيادين على الساحل الفلسطيني، ومقطع من الأغاني التراثية يفتتح بمطلعه بـ"طاير طاير بترفرف فوق/ على غزة وبيت حانون"، ثم تُذكر فيه أسماء قرى فلسطينية طُهرت عِرقياً بالكامل عام 1948 على أيدي العصابات الصهيونية مثل: قطرة وسمسم والجيّة وكرتيا وجواس والقصطينة والمسمّية وعاقر.
المعرض الذي سيفتتح قريباً حيث لا يواصل المتحف بناء مواده التفاعلية، يتناول لمحات عن تاريخ وجغرافيا فلسطين، وصورتها في المخيلة العالمية عبر قرون طويلة، وفلسطين ما قبل الحدود، مروراً بالخطّة العسكريّة البريطانيّة وخطّة التقسيم، وصولاً إلى اللحظة الراهنة، كما يُعرّج على تاريخ غزّة منذ الكنعانيّين والرومان والصليبيّين، إلى يومنا هذا.
يستمّد المعرض عنوانه من قصيدة الشاعر الفلسطيني الشهيد رفعت العرعير (1979 – 2023)
يستمّد المعرض عنوانه من قصيدة لأستاذ الأدب والشاعر الفلسطيني رفعت العرعير (1979 – 2023)، الذي ارتقى شهيداً في غارة جويّة إسرائيليّة في 6 كانون الأوّل/ ديسمبر 2023، مع شقيقه وابن أخيه وشقيقته وثلاثة من أطفالها، حيث يقول فيها "إذا كان لا بدّ أن أموت/ فلا بدّ أن تعيش أنت/ لتروي حكايتي"، ويختم بقوله "إذا كان لا بدّ أن أموت/ فليأتِ موتي بالأمل/ فليصبح حكاية".
ويشير بيان المنظّمين إلى أنّ "المعرض يسعى إلى النظر إلى ما وراء ستار مسرح الحرب والعدوان. ومن خلال سرد قصص غزّة والتصدّي للتضليل الإعلامي، يهدف معرض "غزّة الباقية" إلى تزويد الجمهور العالمي بمعلومات ومراجع لفهم غزّة ضمن سياق فلسطين والمنطقة والعالم أجمع، موظّفاً النصوص والرسومات والمواد السمعيّة والبصريّة لاستكشاف الجوانب التاريخيّة والاقتصاديّة والجغرافيّة والديموغرافيّة والإبداعيّة للحياة فيها".
كما ينتقل المعرض إلى تاريخ الحروب الطويلة التي عاشتها فلسطين، والمطامع السياسيّة والاقتصاديّة للدول الكبرى في مواردها وإرثها الحضاري، والسرقات الأثريّة التي تعرّضت لها فلسطين، وغزّة على وجه الخصوص، بحسب البيان ذاته الذي يلفت أيضاً إلى أن المعرض يضيء الإرث الثقافي والفنّي الفلسطيني كالموسيقى والرقص الشعبي والتطريز، والتاريخ الزراعي.
ويوثّق المعرض سلسلة الحروب الوحشيّة على فلسطين منذ وعد بلفور والاستعمار البريطاني، مروراً بهزيمة حزيران/ يونيو 1967 وانتفاضة الحجارة، وانتهاءً بانتفاضة الأقصى عام 2000، كما يوثّق للحروب والمجازر التي ارتكبها العدوان الإسرائيلي في قطاع غزّة منذ العام 2000، انتهاء بحرب الإبادة الأخيرة.
ويسلّط المعرض الضوء على انحياز القانون الدولي لـ"إسرائيل"، واستخدام الولايات المتّحدة الأميركيّة لحقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في كلّ المرّات التي كان يتعلّق فيها الأمر بالقرارات حول فلسطين و"إسرائيل"، وأثر ذلك على حقّ العودة للّاجئين الفلسطينيّين وحقّ تقرير المصير، وفي النتيجة انعدام ثقة الفلسطينيّين بالقانون الدولي، بالإضافة إلى استعراض حركات التضامن العالميّة مع الشعب الفلسطيني منذ عشرينيّات القرن الماضي وحتّى اليوم، والدور الذي تلعبه حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في الدعوة إلى مقاطعة "إسرائيل" وفرض العقوبات عليها.