على مدار أكثر من ثلاثين عاماً، قامت المخرجة ومصمّمة الرقصات المكسيكية ميرنا دي لا غارزا ببناء عالم فني فريد من الحركات الجسدية، والذي جمع بين جمالية الرقص، وإمكانيات الجسد على خلق مساحاتٍ خاصة وخارجة عن المألوف.
وتعدُّ فرقة "مي دي مار" للعروض الراقصة المعاصرة، التي أسّستها ميرنا في العام 1993 من أبرز الفرق في المكسيك، والتي استطاعت أن تنال شهرة عالمية بسبب النجاحات التي حققتها عبر عروض راقصة حملت قضايا ثقافية واجتماعية وبيئية.
بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيس هذه الفرقة، يستضيف "قصر الفنون الجميلة"، غداً الجمعة، في العاصمة المكسيكية العرض الراقص "غزل فطري"، احتفاءً برحلة الفرقة الفنية، والتي ستقدّم عرضاً راقصاً مستوحى من الروابط التي تجمع بين الكائنات الحية على كوكب الأرض.
من هنا يأتي اسم العمل، من هذا الكائن الحي الذي يدعى "غزل الفطريات"، الموجود في باطن الأرض، لكنه يربط بين النباتات والأشجار المختلفة والفطريات نفسها، من هنا كانت استعارة العنوان، في إشارة إلى أهمية الرقص في ربط الجسد، وحركاته، وتلويناته، بالمساحة، والمكان والواقع والحياة.
"إنه أكبر كائن حيٍّ على كوكب الأرض، وهذا ما لفت انتباهي. فهو الكائن الوحيد القادر على الحياة في عمق الموت. إن أول شيء يظهر في الجسم المتحلّل هو الفطر، وهو مولد الحياة في شيء يحتضر، وهذا ما يجعل الحياة ممكنة". توضّح ميرنا مخرجة العرض ومصممة رقصاته.
عبر ستة راقصين وأربعة موسيقيين، ستقدّم الفرقة عرضها الراقص في عروض فردية وثنائية وجماعية، جميعها تشير إلى النسيج والاتصال، وذلك من أجل إبراز فكرة أنه لا يمكن فصل كائن حي عن كائن آخر على كوكب الأرض.
"أعتقد أنَّ الرقص يغيّر الحياة، يتجاوز الحدود، يوحّد، ويجعلنا أكثر حبّاً. إنه يصلنا ببعضنا ويشفينا. تسعدنا معرفة أنه يمكننا التأثير على بيئتنا من خلال الجسد المتحرك وعلاقته بالكائنات الحية الأخرى والكوكب"، تقول مخرجة العمل.