قد لا تكون المسافة بعيدة ما بين عسقلان وغزّة، بيد أنّ احتلال فلسطين عام 1948 وعمليات التهجير الإجرامي التي شنّها الإسرائيليون حينها، هي ما تركت أثرها على حياة واسم الأديب إبراهيم الزنط الذي غادَر عالمنا اليوم في غزّة، عن عُمر يُناهز 74 عاماً.
وُلد صاحب "هل رأيتَ ظلّ موتي" في عسقلان وقد تزامنت ولادته مع عام النكبة، الأمر الذي جعل ميلاده مرتبطاً بذاكرة شعبٍ بأكمله، ولكنّه حملَ عسقلان في وجدانه فسمّى نفسه "غريب العسقلاني" الاسم الذي ظلّ ملازماً له إلى يومنا هذا.
وجرّاء النكبة نزح مع أسرته إلى غزّة قبل ان يُكملَ تعليمه في مصر ويتحصّل على بكالوريوس في الاقتصاد الزراعي من "جامعة الإسكندرية" (1969). ثم ينال دبلوم الدراسات الإسلامية من "معهد البحوث والدراسات الإسلامية" بالقاهرة (1983).
تعدّدت الأجناس الأدبية التي كتبها عسقلاني ما بين القصة والرواية والمقالة النقدية، إلّا أنّه إلى جانب ذلك مارسَ التعليم في ثانويات القِطَاع.
أسلوبه الواقعي في الرواية أعطى كتاباته بُعداً إنسانياً، ورغم أنّ بداياته القصصية ترجع إلى "الخروج عن الصمت" (1979)، إلا أنّ غزارة إنتاجه الروائي كانت أثناء عقد التسعينيات وما بعده، فكتبَ عدّة روايات منها: "زمن دحموس الأغبر" و"نجمة النواتي" و"ليالي الأشهر القمرية" و"ضفاف البوح" و"عودة منصور اللداوي" وغيرها من الأعمال التي تُرجِم بعضها إلى لغات مختلفة كالإنكليزية والفرنسية والألمانية. كما خطّ اسمه في "موسوعة الأدب الفلسطيني الحديث" الصادرة عن مؤسسة "بروتا" في أميركا، والتي تشرف عليها الناقدة سلمى الخضراء الجيوسي.