- القصة تتناول محاولات ابنة الملك لإدخال الشمس إلى القصر لتصبح أميرة، وتنتهي بتعلمها أن الأسوار العالية هي ما كان يمنع دخول الشمس.
- غسان ولميس يستشهدان في 1972، تاركين وراءهما "القنديل الصغير" كرمز للمقاومة والتحرر، وتصدر القصة برسومات غسان، محافظة على وعده للميس.
في الحادي والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1963، كتَب غسّان كنفاني إلى ابنة شقيقته، احتفالاً بعيد ميلادها الثامن، إهداء كتابه "القنديل الصغير"، يقول فيه "عزيزتي لميس... بعد كلّ هذه السنوات يبدو لي أنّني عرفتُ، أخيراً، من أنا وأين طريقي... ولذلك لن أستطيعَ أن أكتب لك شعراً لأنّني لستُ شاعراً... ولا مقالاً لأنّني لستُ كاتب مقال...".
ويضيف "وكي أحافظَ على وعدي لكِ وهديّتي إليك قرّرتُ أن أكتبَ لكِ قصةً، فمهنتي أن أكتب قصة... وسوف أكتبُ لكِ واحدة اسمها القنديل الصغير، تكبر معك كلما كبرتِ.."، لكن الأقدار شاءت أن تستشهد معه في الثامن من تموز/ يوليو 1972، حين اغتاله العدوّ الصهيوني في منطقة الحازمية، شرق بيروت، ليضيء "قنديل" غسان لجيلٍ بعد جيل معنى المقاومة والتحرّر.
في طبعة جديدة تصدر قصة "القنديل الصغير" عن "العائدون للنشر والتوزيع" في عمّان، والتي تحتوي رسومات بقلم غسّان، والتي واظب على رسمها كما وعده بكتابة القصص إلى لميس، وهي جزء من رسوماته التي تركها وبلغت نحو ستّة وثلاثين.
قصة أهداها إلى ابنة اخته لميس التي استشهدت معه في الثامن من تموز/ يوليو 1972 في بيروت
تروي القصة ما حدث لابنة الملك التي تتسلّم وصيّة أبيها بأن تحاول إدخال الشمس إلى القصر لتتمكّن من نيل لقب أميرة القصر، وفي حال لم تستطع القيام بذلك سيكون مصيرها أن تقضي حياتها داخل صندوق مغلق، لتبدأ محاولاتها التي لم تُجدِ نفعاً في بداية الأمر، ما جعلها حزينة حيث أغلقت باب غرفتها على نفسها وأخذت تبكي، لكن رسالة تأتيها بعد يومين ستدفعها للاستمرار في المحاولة.
ثم يأتي رجل عجوز لمساعدتها، غير أن رجال القصر يمنعونه من الدخول، فيصيح بأعلى صوته حتى تسمعه الأميرة: "قولوا لها إنه إذا لم يكن بوسع إنسان عجوز أن يدخل إلى قصرها فكيف تطمح أن تدخل الشمس إليه؟"، لتنتهي القصة بمجيء رجال يحملون قناديل صغيرة مضيئة، لكنهم لم يتمكّنوا من دخول القصر لأن أبوابه صغيرة جداً، لذلك طلبت الأميرة أن يهدموا الأسوار العالية كي يتيسر عليهم الدخول، وحينها بدأت تشرق الشمس وتدخل أشعتها الى القصر، فأدركت الأميرة أن الأسوار العالية هي التي كانت تحجب أشعتها وتمنع دخولها إلى القصر.
في تقديمها القصة، تكتب آني كنفاني، زوجة الروائي الشهيد: "في كل عام، كان غسّان كنفاني يكتب قصة ويرسمها للميس، ابنة أخته، في عيد ميلادها. ما زلتُ أذكر يديه المرهقتَين وهو يعدّ الرسومات الجميلة للقصة التي كان قد انتهى للتوّ من كتابتها لعيد ميلادها الثامن. وفي كانون الثاني/ يناير 1963، ترجم لي غسان قصة القنديل الصغير".
وتشير إلى أن "لميس ولدت في العام 1955، وكانت الحفيدة الأولى في الأسرة ومصدراً للفخر والسعادة في أسرتها. كان غسّان يحبّها حبّاً كبيراً وكانت هي تبادله هذا الحب الكبير، ومن بين كتاباته الأولى كتاب مهدى لها".
وتختم آني "دُفن غسّان ولميس في مقبرة الشهداء في بيروت، حيث الأرض حمراء بلون تربة فلسطين، وتركا كتابهما (القنديل الصغير) لكم كي تقرأوه".