"عن الاستعمار وممارسات استخراج الآثار": عروض ونقاشات

17 مايو 2023
من فيلم "إنقاذ مِس أيناك" لـ برنت هوفمان
+ الخط -

تتصاعد الحملات التي يقودها ناشطون وحقوقيون من أجل إرجاع الآثار المنهوبة في المتاحف الغربية إلى بلادها، ضمن سياق التخلّص من الاستعمار في التراث الذي لا يزال يخضع لأيديولوجيا المستعمِر رغم خروجه من مستعمراته السابقة، سواء في الهيمنة المادية عليه أو في تكريس تحيزاته في التحقيب التاريخي وعمليات حفط الآثار وإدارتها في العالم الثالث.

ضمن الفعاليات التي تضيء هذه السياقات، ينظّم "سينماتيك المختبر" في "مؤسسة خالد شومان - دارة الفنون" بعمّان، عند السادسة والنصف من مساء اليوم الأربعاء، سلسلة عروض وجلسات نقاشية تحت عنوان "عن الاستعمار وممارسات استخراج الآثار"، والتي تتواصل حتى الرابع عشر من الشهر المقبل.

تُعقَد هذه السلسلة كل يوم أربعاء، بالتزام مع معرض "عَرَفتُ المنزِلَ الخالي" للفنان السوري علي ق، الذي يفكّك الهجرات التي تعرضت لها واجهة قصر المُشتّى الأموي حتى وصلت إلى "متحف الفن الإسلامي" في ألمانيا، بما يتوازى مع هدف السلسة الجديدة المتمثل في البحث في "علم الآثار بالنظر إلى الممارسات الاستخراجية والسياسات الاستعمارية، وما ارتبط بها من عمليات نهب واستيلاء وإلغاء وسرقة عبر التاريخ"، وفق بيان المنظّمين.

تضيء الأفلام المعروضة علم الآثار وما ارتبط به من عمليات نهب واستيلاء وإلغاء وسرقة عبر التاريخ

يُعرض اليوم فيلم "التماثيل أيضاً تموت" (1953) للمخرجين الفرنسيين آلان رينيه وكريس ماركر وجيسلين كلوكيه، وهو شريط وثائقي مدّته ثلاثين دقيقة يطرح تساؤلات حول الأفعال الممنهجة للاستعمار في نزع سياق القطع الفنية، ومغزى عرض الأعمال الإثنوغرافية والتماثيل الأثرية الأفريقية في المتاحف الغربية، بعيداً عن خصوصيتها التعبيرية، من خلال عرض منحوتات أقنعة وفنون تقليدية من أفريقيا جنوب الصحراء وتحويلها إلى "كائنات متحفية".

أما الأربعاء المقبل، فيُعرض فيلم "المومياء/ يوم أن تُحصى السنين" لشادي عبد السلام، مصمم الأزياء ومواقع التصوير الذي أخرج هذا الفيلم الطويل الوحيد في حياته، ويروي قصة حقيقية لقبيلة في الصعيد المصري تعيش على سرقة المومياوات وبيعها في أواخر القرن التاسع عشر، وحين يتوفى شيخ القبيلة، يرفض أولاده أمر سرقة الآثار فيُقتل الأول على يد عمه، بينما ينجح الثاني في إبلاغ بعثة الآثار عن مكان المقبرة التي تبيع قبيلته محتوياتها.

في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، يُعرَض فيلم "كهف الأحلام المنسية" (2010) للمخرج الألماني فيرنر هيرتسوغ، الذي يعود إلى كهف شوفيه في جنوب فرنسا، وهو يحتوي على بعض أقدم الصور التي رسمها الإنسان وتعود إلى حوالي 32000 عام.

ويُعرَض فيلم "إنقاذ مِس أيناك" (2014) للمخرج الأميركي برنت هوفمان، الذي يتناول قصة عالم الآثار الأفغاني قادر تيموري وهو يسابق الزمن لإنقاذ موقع أثري عمره 5000 عام في أفغانستان من هدم وشيك، حيث تسعى شركة تعدين إلى طمس المكان.

وتُختَتم العروض بفيلم "ورديّ مقدسيّ" (2015) للمخرج البريطاني مايف برينان، الذي يتناول المسح المعماري لقبة الصخرة وجهود ترميمها المستمرة، موضحاً أن الاستخدام التاريخي لبعض الأحجار كان يهدف إلى خلق شعور بالتوحيد بين المناطق المختلفة في فلسطين.

يُّذكر أن الأفلام تُعرض بلغتها الأصلية مع ترجمة إلى الإنكليزية، ويتبع كل عرض جلسة نقاشية، كما سيُزود  الحضور بمواد للمشاهدة الإضافية والقراءة. 

 

المساهمون